صادفت إحدى المقالات التي تتحدث عن نظرية كارنيغي وهو أحد رجال الأعمال الأمريكيين، استوقفتني نظريته القائمة على إدارة القرارات بالحدس، هذا بالنسبة لي هو أمر جديد حقيقة، تبدو لي هذه النظرية أنها اقتصادية وإدارية بحتة بحكم تخصص ومجال عمل كارنيغي، فالفكرة لتبسيطها ترتكز على مبدأ أن القرارات الإدارية يجب أن تستند إلى الحدس، الخبرة والتجربة، وليس فقط على التحليل الرشيد والمنطقي، وحسب تفسيري الشخصي لها فوفقا لمبدئه فالقرارات الحدسية ستكون أكثر ملاءمة للظروف المتغيرة والمعقدة والغير مؤكدة التي تواجه المؤسسات والشركات في عصرنا الحالي، ويقال أيضا بأن القرارات المبنية على الحدس والخبرة والتجارب تعزز من الابتكار والإبداع والتعلم المستمر، كارنيغي بحد ذاته يعتبر مثالا حيا لهذا الأمر، فقد كان هو نفسه أحد الشخصيات البارزة في مجال الأعمال والصناعة الذين اتخذوا قرارات هامة بناء على الحدس وعامل الخبرة.
استذكرت أحد مقولاته إذ يقول: "أنا لا أعتقد أن هناك قاعدة ثابتة للنجاح، ولكن هناك قاعدة ثابتة للفشل، وهي محاولة إرضاء الجميع"، لكن لا يمكن أن أزكي بالمطلق هذه النطرية فلكل مبدأ سلبياته ويمكنني أن أنتقده بعض الشيء خاصة وأن القرارات الحدسية قد تكون متأثرة بالعواطف والتحيزات والمعتقدات الخاطئة أيضا، وقد تفتقر إلى الدقة والموضوعية، كما أنها قد تكون صعبة التوثيق والتقييم والتحسين فتصطدم مع القواعد والمعايير والإجراءات الموجودة في المنظمات كما أن هناك بعض الحالات التي تتطلب التحليل الرشيد والمنطقي والقائم على البيانات، مثل الحالات التي تتعلق بالمخاطر العالية أو القضايا القانونية أو الأخلاقية
والآن ما رأيكم كيف ترون تأثير إدارة القرارات بالحدس داخل المشاريع؟ وما هي المعايير التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار عند اتخاذ القرار المناسب في بيئة العمل؟
التعليقات