من الصعب التفكير في أي سبب يجعل الضغط النفسي يكون مفيدًا في العمل، لكن هناك بعض الباحثين يقولون أن ضغوط العمل التي تستمر لفترة قصيرة يمكن أن تعزز الأداء الوظيفي إضافة إلى زيادة اليقظة. وتأثيرها على جسدنا في شكل حالات التوتر يتيح لنا أن نتذكر عواقب أفعالنا لمساعدتنا على تجنبها في المستقبل. على سبيل المثال، إذا لمست مقلاة ساخنة عن طريق الخطأ أثناء الطهي، فالتأثير النفسي الذي ينتج عن ذلك يساعدنا على تذكر هذا والتعلم منه، لذلك في المرة القادمة التي نكون فيها في المطبخ، نكون أكثر حذرًا. لا يؤدي التوتر إلى تعزيز الأداء فحسب، بل يزيد أيضًا من التحفيز.  يمكن أن يوفر هذا الشعور بالسباق مع الزمن الذي تشعر به عند السعي وراء تلبية المواعيد النهائية دفعة مطلوبة من التركيز والاهتمام.

ويقول هؤلاء الباحثين أن التعرض للتوتر والاستجابة له بطريقة صحية يمكن أن يؤدي إلى بناء المرونة النفسية التي هي إحدى الأدوات العديدة التي يمكنها تهدئة نوبات الضيق والقلق. يمكن للمواقف الصعبة أن تعدنا بشكل أفضل للمستقبل. ولا أقصد هنا أن نحاول تعريض نفسنا للضغوط في العمل بشكل مقصود لكن الفكرة أن هذه الضغوط وتبعاتها التي يشكو منها الكثير منا قد لا تكون بهذا السوء الذي نتخيله فقد يساعدنا على التكيف مع المواقف الجديدة علينا.

فهل تتفق مع هذه النظرة للضغوط النفسية فيما يتعلق بالعمل؟ وهل تجد أنها قد تكون مفيدة فعلًا؟