ضجّت منذ فترة وسائل التواصل الاجتماعي بمقولةً للصحفي الصهيوني " إيدي كوهين" يقول فيها ستقاطعون ستاربكس يومان ومن ثمّ تعودون لشرب آيس وايت موكا! وهذا إن استطعتم فعلًا!

بكل وقاحةً يتحدّى العرب ولا يعلم بأنّنا إذا ما أردنا المقاطعة نؤثر على الاقتصاد العالمي ونُحدِث أزمات مدويّة يرضخ العالم لها.

إزاء مقولته السّاخرة سأذكّركم بقصّةٍ حصلت في العام 1973. ففي ذلك العام بالتحديد، قامت منظّمة الأوبيك وهي منظّمة البلدان العربية المصدّرة للبترول بمقاطعة تصدير النّفط إلى البلدان الدّاعمة لإسرائيل. وقد أحدثت هذه المقاطعة أثرًا كبيرًا على أسواق النفط والطاقة حول العالم فشهدت محطات البنزين طوابير لا نهاية لها من الأفراد الذي يريدون التزوّد بالوقود. لم تكن المشكلة كما صار معروفًا بشحٍّ طبيعي لهذه المادّة بل هي مشكلة مفتعلة لممارسة الضغط من خلال مادّةٍ حيويّة لا يمكن للعالم أن يفتقر لها. ومن نتائجها الملموسة أنّها أدّت لارتفاع ملحوظ بسعر المشتقّات النفطية والتنويع بمصادر الطّاقة وتطوير معدّات تستهلك الطّاقة بشكلٍ اقتصادي . يعني كان لهذه المقاطعة قصيرة المدى آثار عديدة وبعضها كان طويل المدى.

لننتقل الآن لعالم الأعمال: نفس الأداة ولكن بمجالٍ مختلف. لنفترض أنّنا كروّاد أعمال نريد الآن استثمار مقاطعة العلامات التجارية العالمية للأمد البعيد ومن أجل تطوير اقتصاديّتنا، كيف يمكن استغلالها لتحقيق النّمو الاقتصادي؟ وما هي الخطوات العمليّة التي يجب عملها لتحقيق ذلك؟