تحقيق التوازن بين الحماية الصناعية والتجارية المحلية والتجارة الخارجية هو أمر أكثر من ضروري لأنه يعتمد على عوامل كثيرة مثل نوع السلعة وحجم الإنتاج والطلب والمنافسة والجودة والسياسات الحكومية، حينما جاءت أزمة كوفيد 19 وضعت العديد من الدول قواعد جديدة لاستيراد السلع، هذه الخطوة تهدف إلى ضمان الرقابة على جودة السلع والحوكمة داخل القطاع المصرفي، وبعضها قام بغلق الاستيراد تماما من أجل تشجيع الصناعات المحلية ودعم المنتج المحلي كان المورّد يأتي بالسلعة من الصين إلى دولنا بسعر 3000$ تقريبا لكن في ظل الأزمة ارتفعت التكلفة بنحو سبعة أضعاف إلى ما يقارب ال 21000$ غلق الاستيراد وجّه الأنظار إلى المنتجات المحلية، لنأخذ مثالا عن الأواني المنزلية في الجزائر الإنتاج المحلي في تلك الفترة لا يغطي 10% من الطلب في السوق، أي أنه كلما بقي الاستيراد مغلقا كلما استهلكنا أكثر من المخزون المتواجد في المخازن، هذا ما حدث بعد إنتهاء المخزون اضطررنا للاعتماد فقط على 10% مما أدى إلى اختلال في العرض والطلب، الطلب كثير والعرض قليل، فارتفعت الأسعار بنحو 300% عن ذي قبل، هذا مثال بسيط عن تداعيات غلق الاستيراد دون وضع دراسة محكمة عن هذا الإجراء، فالقرار في البداية يهدف إلى تقليل فاتورة الاستيراد لكن ما لحظناه أنه انعكس سلبا على المستهلك الذي يريد سلعة في المتناول وبنوعية جيدة، ولا يهمه إن كان محليا أو مستوردا!! ما رأيكم في استراتيجية غلق الاستيراد وانعكاساتها على الخزينة العمومية وعلى المستهلك والتاجر والمورد؟
هل منع الاستيراد يمكن أن يكون حلا لتحفيز الإنتاج المحلي؟
أنا أعتقد أن استراتيجية غلق الاستيراد هي استراتيجية فاشلة ومضرة بالاقتصاد الوطني والمستهلكين. فهي تعطي انطباعا خاطئا عن قدرة الصناعة المحلية على تلبية الحاجيات الداخلية، وتتجاهل الحقيقة المرة أن الجزائر لا تزال بعيدة عن التنوع الإنتاجي والتكامل الصناعي. كما أنها تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الجودة وتشجيع التهريب والفساد.
على العكس أرى أنه من الأفضل فتح الاستيراد بشروط وضوابط تحمي المنتج المحلي وتحفزه على التطور والتنافس. فالتجارة الخارجية هي مصدر للثروة والتبادل والتعلم، ولا يمكن إغلاقها بحجة الحماية الصناعية.
وتتجاهل الحقيقة المرة أن الجزائر لا تزال بعيدة عن التنوع الإنتاجي والتكامل الصناعي. كما أنها تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الجودة وتشجيع التهريب والفساد.
هذه حقيقة لم أكن أعملها إلا من بعد أن شاهدت تقريراً يبين لماذا لم تضم مجموعة بريكس الجزائر لها كما ضكت دولاً من مثل مصر و الإمارات و السعودية وغيرها من وقت قريب. قال التقرير أن الجزائر قليل التنوع الإقتصادي وأن معظم دخله يعتمد على البترول و مشتقاته وليس متنوع صناعاياً و زراعياً أو تكنولوجياً. لم أكن اعلم تلك الحقيقة عن الجزائر رغم أني اعلم أنها قليلة السكان نسبياً فهي لا تتعدى الخمس واربعين مليوناً فيما أعلم. هنا استراتيجية غلق الاستيراد قد يضر بالجزائر لهذا السبب أما إن كانت الدولة متنوعة الإنتاج فيمكن أن تغلق استيراد بعض المنتجات لتوفير العملة الصعبة على أن يستلهك المواطنون صناعة بلدهم. وهنالك من يقول ولكن المواطن يريد المستورد ولو حتى بسعر أعلى لجودته. أقول لهم إن المنافسة في البلد المتنوع الإنتاج الكثير السكان يؤدي غلى المنافسة و المنافسة تؤدي بالضرورة إلى تحسين الخدمة مع الوقت وهذا مشاهد بعض منهفي مصر حتى في نوعية الملابس التي بدأ الناس يستخدمونها؛ فهي محلية الصنع وكذلك بجودة عالية وأسعار معقولة.
بالتأكيد, فجودة المنتجات المحلية ليست كلها تناسب المعايير العالمية, حتى أن استثمار الشركات الأجنبية هنا صعب جدا الى منعدم تقريبا بسبب القوانين المطبقة في البلاد.
من أهم الحلول الذي يمكن اعتماذها هي تنمية المجال الزراعي, يوجد الكثير من الأراضي الخصبة هنا و انتاجها وفير, لو تم حسن استخدامها بالتأكيد سيتم حتى التصدير للخارج.
جميل وخاصة حينما ترى بأن الواقع اليوم يقول بأن الجزائر وإن كانت تهتم بقطاعات إقتصادية أخرى إلا أن إعتمادها على النفط والغاز لا بزال مرتفعا.
بالتأكيد حتى انني أرى أن الجزائر تسعى إلى تطوير قطاعات أخرى مثل الطاقة المتجددة والصناعة والزراعة والسياحة. فهذه القطاعات تمكن البلاد من خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإيرادات وتحسين الأمن الغذائي والطاقي.
حقيقة ظهرت العديد من التقارير المغلوطة بشأن إنضمام البريكس، والسبب الحقيقي لا أحد يعلمه.
أما قضية غلق الإستيراد فلا يمكن أن نتحدث عنها بشكل سلبي بحت، قبل سنوات فقط كانت ميزانية الإستيراد تستنزف خزينة الدولة في الفارغات فرغا وهو العهد المشؤوم بالنسبة للشعب الجزائري أين تم نهب الدولة وخيراتها وإقتسام الثروات بين بضعة فاسدين ومجرمين، لا علينا.
الاستراتيجية في حد ذاتها كانت جيدة في البداية لكن سرعان ما أحسست بأنها مبالغ فيها وبشكل غير مدروس تماما.
فتخفيض الميزانية لا يعني غلق السوق وخلق ندرة لا طائل منها، مع أن تلك الندرة في الحقيقة قد لا تكون حقيقية فهي وهمية، فحينما يتم الغلق ينتشر الخبر في الأرجاء ويستيقظ المحتكرون والمضاربون من سباتهم ليستنزفوا جيب المواطن البسيط ثم نرى ارتفاع الاسعار الجنوني ءاك.
هل منع الاستيراد يمكن أن يكون حلا لتحفيز الإنتاج المحلي؟
التفكير في منع الاستيراد لن يكون حلا بتاتا لتحفيز الانتاج المحلي ، لان اغلب الصناعات هي تكميلية لبعضها البعض.
الدولة تستفيد من الاستيراد اكثر من حيث فرض الضرائب على المورد والموزع والمستهلك.
بما انك دكرت الجزائر في مقالك فبحسب اصدقائي الموجودين في الجزائر فلقد تم منع استيراد السيارات لمدة تزيد عن 3 سنوات ، فهل صنعت الجزائر سيارة ؟؟
وهل ساهم منع استيراد السيارات من تطور الاقتصاد المحلي.
استيراد السيارات لمدة تزيد عن 3 سنوات ، فهل صنعت الجزائر سيارة
لست أدافع عن غلق إستيراد السيارات لكن هذا القرار جاء بعد كشف فساد كبير في هذا القطاع، ولا يخفى ذلك عن أحد في الجزائر وأتعجب حينما يذكر البعض مسألة غلق استيراد السيارات ويتناسى ما حدث في عهد الفساد، لا بأس، الدولة قامت بتعاقدات مع شركة فيات الإيطالية وتنوي القضاء على هذه المسألة لكن تلك القرارات لا تزال منقوصة ولا ترقى للمستهلك والزبون الجزائري ولا تلبي احتياجاته لذلك نحن منذمرون صراحة من هذا الوضع، لكنه أرحم من الفساد الذي كان يحدث، والسماسرة للأسف استغلوا الفرصة وأسعار السوق في التهاب لكنها تنخفض مع استيراد علامة فيات وبدء تصنيعها سيكون قريبا في الجزائر.
اعتذر منك يا أخي ادا جرحك كلامي فانا فقط اعطيتك مثالا لكي اقرب لك الفكرة.
لست أدافع عن غلق إستيراد السيارات لكن هذا القرار جاء بعد كشف فساد كبير في هذا القطاع.
ولكن هل قطاع السيارات هو فقط الفاسد في نظرك....
اخي السياسات الاقتصادية او القرارات الاقتصادية لا تؤخد بتلك الطريقة فهذه الطريقة إحتقار للشعب وإهانة له امام الشعوب.
نعود لموضوعنا : هل هذا القرار كان حلا في نظرك وحفز الاقتصاد المحلي.
ولكن هل قطاع السيارات هو فقط الفاسد في نظرك....
ليس هو الوحيد، لكن حسب الإحصائيات وما تم الكشف عنه من أموال منهوبة فهي قضية فساد كبيرة كانت قد وقعت.
نعود لموضوعنا : هل هذا القرار كان حلا في نظرك وحفز الاقتصاد المحلي
لهذا السبب كتبت هذه المساهمة لنناقش هذا الأمر وأثره على الاقتصاد، بالنسبة لتكبيق القرار في الجزائر أراه من عدة نواحي ولا أستطيع إطلاق حكم مطلق على ما حدث، فمن جهة ترى الفساد الذي كان طاغيا ومن جانب آخر تشاهد غليان السوق نتيجة قطع الاستيراد فمن أين سيأتي التحفيز القرار صائب لكنه منقوص.
التعليقات