ماذا إن قلت لك أنه استقال شعب بأكمله من العمل في عام واحد، هل تصدق؟ لا داعي للتفكير ! فهذا قد حصل بالفعل فبحسب الموقع الرسمي لمكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل فإنه في يوليو عام ٢٠٢١ استقال أكثر من ٤ ملايين عامل من وظائفهم وأماكن عملهم، هذا الرقم يساوي أضعاف شعب دولة قطر مما دفع مؤسسة DDI لعمل بحث عن أسباب مثل هذا التسرب الوظيفي وطوفان الاستقالات.

فكانت نتائج البحث مسفرة عن أن ٥٧٪ من الموظفين تركوا وظائفهم ليس بسبب الوظيفة نفسها بل بسبب المدراء وطريقة تعاملهم السيئة مع الموظفين، كما أنه وبحسب نفس البحث فإن ٣٢٪ من الموظفين الذين مازالوا في أماكنهم فكروا جديًا في الاستقالة لسوء المدراء، دائمًا وجود سلطة أعلى للجهلاء هو أمر سئ.

لقد كان سوء الإدارة هو الهادم الأول لولاء الموظفين تجاه الشركة، ولعلمي المسبق بهذا انتقدت الهيكل الوظيفي في الإدارة منذ يومين على هذه المنصة التي تقرأون عليها الآن، إنه منهج يهدم كل سبل الإبداع داخل المؤسسة.

وفي ظل هذا النهج الإداري الذي يعزز الديكتاتورية الوظيفية يشعر الموظفون بالخوف على مستقبلهم، خاصة أن مدرائهم لا يعطونهم أي أمل بالنمو الوظيفي نظرًا لقلة مشاركتهم في مستقبل الشركة.

وقد أكد على هذا المعنى مؤسسة Westmonroe في بحث لها قامت فيه باستطلاع أكد أن الموظفين يفكرون في ترك وظائفهم حينما لا يرون لأنفسهم مسارًا وظيفيًا واضحًا ومحددًا.

فكيف السبيل إلى حل هذه المشكلة؟ هؤلاء الموظفون لم يشعروا بالأمان الوظيفي، لا يعرفون مسارًا وظيفيًا محددًا لهم، يرون مديرهم أول عدو لهم، فلا حل لهم يمكننا الاعتماد عليه في البداية إلا أن نغرس بداخلهم قيم أنهم هم الشركة نفسها، وذلك عن طريق إشراكهم في عملية الإنتاج عن طريق أخذ آرائهم فيها، بل وإدخالهم فيها بمرافقة مديرهم نفسه.

كما أننا يمكننا إشراكهم ليس فقط في خط الإنتاج بل وفي عملية التسويق نفسها، عن طريق وضع نظام مكافآت لمن يأتي بعميل من خلال النشر عن طريق السوشيال ميديا.

كل هذا كفيل بإشعارهم أنهم جزء من الشركة، ويزيد الولاء عندهم، بل والمزيد من الأرباح نتيجة التسويق المجاني الذي سيقوم به كل هؤلاء الموظفين على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن..

قد يختلف معي البعض في أن عملية إشراكهم في إنتاج المنتج هي تضييع لوقت الشركة فيما لا دخل للموظفين به، وأننا بهذا نخسر وقتًا كان يمكننا من خلاله أن ننهي الكثير من الأعمال.

لذلك أحب أن أسمع رأيكم..

- ما رأيكم في أسلوب إشراك الموظفين في عملية الإنتاج.

- ما رأيكم في استغلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي؟