منذ ما يقارب الثلاثة سنوات، شاركتُ بمسابقة لإحدى المنظمّات حول أفضل نتاج أدبي وعلمي عن قسم القصّة والمقالة. بالنّسبة للقصّة فقد تمّ استبعادها نتيجة وجود منافسة قويّة كانت الغلبة فيها لقصصيين وروائيين, وأمّا المقالة فقد ترشّحت وكم كنت سعيدة بذلك! فمن بين أكثر من ستين عمل وصلت مقالتي للدور النهائي وهو ما أسعدني أكثر إذ أنّ للمنافسة دائمًا طعمٌ آخر لا يعرفه إلّا من يحاول تقديم أفضل ما عنده. ولكن بالنسبة لي فإنّ منافسة الذات كما يقول رائد الأعمال كفاح فيّاض " هو أفضل تنافس في العالم."
لذلك فمبدئي في جميع ميادين الحياة وخاصّة العمل منها " منافسة الذات أوّلا ثم الإنطلاق نحو منافسة العالم." فأنا أؤمن أنّ دخول مجال عمل مع اكتظاظ المنافسين، وهو ما يُعرف باستراتيجية المحيط الأحمر، يعمل على تحفيز الإبداع والابتكار وهو ما لا يتحقّق مع انعدام المنافسة. أنا اليوم أكتب مقالات وقصص في ظلّ منافسة قويّة إلّا أنّني أحاول الخروج بأفضل ما عندي.
إلّا أنّ استراتيجيّة المحيط الأزرق Blue ocean، وهي مفهوم وضعه Chan Kim و Renée، لها رأي آخر إذ أنّها تقول أنّه على الشرِكات أن تبحث عن أسواق غير متنازع عليها أو عن المحيط الأزرق بدل من المنافسة في الأسواق المكتظّة بالمنافسين. إذا أسقطنا الأمر على صعيد ريادة الأعمال فإنّه علينا دخول مجالات حديثة وغير مكتظة بالمنافسين. ومن الأمثلة على الشركات التي تطبّق هذه الاستراتيجية شركة فيسبوك التي دخلت عالم الانترنت بدون أي منافس إلّا أنّها اليوم تواجه منافسة قويّة مع تيكتوك و تويتر Tiktok& Twitter . وهنا صرت أسأل نفسي، كيف تتصرّف هذه الشركات لدى دخول منافس قوي وهي أصلا دخلت هذا السوق بسبب عدم وجود منافس؟ أنا أعتقد أنّها لن تكون متأهبّة لمواجهة المنافسة. وبالتالي فإنّني كرائدة أعمال في مجال عملي، أتبع استراتيجية المحيط الأحمر.
وماذا عنكم: أيّ السياستين تتّبعون "المحيط الأزرق أم الأحمر؟ وبرأيكم ما هي إيجابيات وسلبيات كلا الطريقتين؟
التعليقات