في عملي السابق كموظفة في قسم المحاسبة صادفني أحد أكثر المواقف إحراجا التي من الممكن أن تحصل لأحدهم. ففي لقائي الأول مع مدير عملي وبعد شهر من انطلاق العمل، سألني عن أكثر ما أحبه في العمل لديهم. وحينها كانت حيرتي شديدة إذ أنني لا أجد أي عنصر مغري في العمل عندهم بدءا من الأجر المتدني وصولا إلى الجو السلبي الذي دائما ما يحيط الموظفين في ظل تخبطهم في إنجاز المهام المتراكمة. فقلت له حينها " في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة فإن أكثر ما يربطني بالعمل هو البدل المادي الذي يعينني على تأمين كلفة معيشتي لا أكثر."
بعد أيام من هذه الحادثة قدمت استقالتي إذ أن سؤال المدير فرض عندي حالة جديدة وهي البحث عن وظيفة أحبها قبل كل شيء. نعم أريد أن أحب وظيفتي قبل أن تكون مصدرا لتأمين استقراري المالي لا أكثر. ومن هنا فقد استبعدت أولا وظائف المحاسبة إذ أنها لا تناسب مهاراتي وقدراتي وبدأت رحلة الألف ميل بالبحث عن وظيفة في مجال التسويق الالكتروني. وقد وضعت بيئة العمل عنصرا أساسيا لقبول أي عرض وظيفي حتى وإن كان الدخل والتقديمات الاجتماعية أقل من عادي. فالمدير وفريق العمل أي بيئة العمل برأيي أهم مما يمنحه العمل من أجر وتقديمات. واليوم في عملي الجديد في قسم الموارد البشرية فقد وجدت حقيقة ومن خلال تجربتي أن أكثر ما أحبه في عملي البيئة التي يوفرها لي والتي تشمل المدير الداعم وفريق العمل المتعاون والتشجيع المستمر. وأما عما يقدمه العمل لي من حوافز مادية وتقديمات فهي أقل من عادية نسبة لما يوفره سوق العمل في هذا المجال. ولكنني أرى من وجهة نظري أن بيئة العمل الإيجابية هي أهم ما يجب أن يحبه الفرد إذ أنها تفتح مجالا للإبداع والابتكار وهو ما يمكن الفرد من خلق الجو المناسب لعمل مستقبلي خلص به.
وأنتم ماذا عنكم، هل تحبون الوظيفة التي تعملون فيها من منظار ما تقدمه لكم من مدخول أم من زاوية البيئة الداعمة التي توفرها ؟
التعليقات