هل يمكن أن يقود المدير " الجشع " إلى إنهيار الشركة ؟

المدير الذي يحاول تخفيض التكاليف والعمالة ليس شرطا أن يكون جشعا بل على العكس هو يحاول إيجاد حلول لأزمة مالية قد تكون تواجه شركته، والرغبة بزيادة الأرباح، لذا ومع إمكانيته على اتخاذ مثل هذه القرارات كحلول، لابد على الناحية الأخرى أيضا أن تكون الشركة واضحة ومفتوحة تجاه السائقين بشأن الأسباب والتغييرات التي تطرأ على أجورهم ومكافئاتهم. ينبغي أن يتم توضيح الرؤية والاستراتيجية العامة للشركة والتحدث مع العاملين بصراحة بشأن التحديات التي تواجهها الشركة وكيفية التعامل معها.

الأمر متوقف على الموقف والظرف الذي تمر به الشركة، قد تمر بضائقة مالية وبالتالي تحاول أن تنقد نفسها من الافلاس وذلك من خلال اتباع استراتيجية التقليل من عدد الموظفين أو تخفيض أجرهم، لكن بالتأكيد لا يمكنني أن ننفي أنّ ثمة شركات مارست الشجع وكانت نهايتها الافلاس!

الجشع لا يتعلق فقط بتخفيض الأجور، فالجشع قد يشمل الكثير من القرارات التي تتخذها الشركة وتؤدي بها إلى الهاوية.

فمثلا لعل أحد أسباب انهيار شركة ايرون، أن هنالك سوء في الإدارة بها، كما تم وصف الإدارة التنفيذية بأنها أنانية و جشعة. ناهيك بأنّ الموظفين واجهوا بيئة عمل سامة كما تتصف بأنها شديد الصرامة، وذلك على اثر قيام الشركة بترقية الموظفين الذين يتمتعون بأداء قوي بينما يتم فصل الموظفين ذوي بطاقات الأداء المتدني وعليه فقد الكثير من الموظفين وظائهم. ربما يرى البعض هذه خطوة ايجابية كونه يتم فلترة الموظفين، لكن الموقف قوبل بالرفض من قبل المراقبين. ربما لو كان هنالك برامج تدريب وخلافه للموظفين لكان أفضل من فصلهم. كونه فُصل في ذلك الوقت موظفين بالجملة.

حتى في أزمة كورونا، مدراء الشركات الخاصة بتعبئة اللحوم في الولايات المتخدة الأمريكية ضغطوا على موظفيهم على الرغم من استفحال المرض هنالك والخطر الذي يحيط بهم وفي النهاية الانتاج انخفض وعلى غير كما هو متوقع.

خلاصة الأمر الموظف بحاجة إلى الاهتمام به، لأن هنالك علاقة طردية بين الموظف وتطور الشركة، فإن اهتم صاحب الشركة بموظفيه أصبحت الشركة في تطور والعكس صحيح.

هل برأيكم هذا سوء إدارة وجشع ؟

طبعا هذا جشع وطمع وقلة مسؤولية واستخفاف بعقول الموظفين وكراماتهم.

قبل عدة اشهر حدث نفس الشيء في شركة تعمل بها اختي ، شركة تمور محلية، مع انها نشطة لعدة سنوات لكن قبل ايام اغلقت بسبب استغلال مديرها للموظفين وتقليل من مرتباتهم دون اي اتفاق مسبق او وعد بالتسديد، ما جعل الجميع ينسحب من العمل فيها وافلاسها مع الوقت.

من الواضح أن تخفيض الرواتب والمكافئات، وتقليص عدد العاملين ومقدمي خدمة الدعم للعملاء هي إجراءات قاسية تهدف إلى خفض النفقات في الشركة. يبدو أن الشركة تواجه ضغوطًا مالية قوية، ولذلك تقوم بتطبيق تلك الإجراءات.

مع ذلك، يجب أن يتم التوازن بين خفض النفقات والحفاظ على رضا الموظفين والمقدمين للخدمة. قد يعتبر تخفيض الأجور بنسبة كبيرة دون مراعاة الظروف الاقتصادية للعاملين استغلالًا غير مقبولٍ ويمكن أن يؤدي إلى خسارة الموظفين المهرة وتدهور الخدمة المقدمة للعملاء.

يجب على الشركة أن تسعى لإيجاد حلول بديلة ومتوازنة للتعامل مع الأزمة المالية، والنظر في تحسين استدامة الأعمال وزيادة الإيرادات بطرق مبتكرة. كما يجب أن تكون الإدارة مفتوحة للاستماع لاحتجاجات وملاحظات الموظفين والعمل على إيجاد حلول تلبي احتياجات الجميع.

في النهاية، يتعين على الشركة أن تتخذ قرارات إدارية متوازنة وتهتم بمصلحة الموظفين والعملاء لضمان استمرارية الأعمال ونجاحها على المدى البعيد.