لطالما اعتقدت أن السمعة هي أثمن ما قد يملك المرء وأن خسارتها قد تكلف صاحبها الكثير إذ أنها لا تعود أبدا. ولكنني تفاجئت لدى معرفتي أن هناك الكثير من الشخصيات المعنوية (مثل الشركات) التي تفقد سمعتها نتيجة حدث عابر (مثل استخدام شعار يسيء للجمهور) أو ممارسة فعل ما بشكل متكرر (مثل استخدام مادة في منتج ما يكتشف لاحقا المستهلك أنها مضرة لصحته رغم عدم تصريح الشركةعنها ) والتي تقوم بإستعادة سمعتها وهو ما يظهره دليل عودة نمو أعمالها. وفي ما يلي مثلين عن هذا الأمر:

  • نستلة: في العام 2010، قامت Greenpeace وهي إحدى المنظمات الغير حكومية بشن حملة ضد نستلة بوجه إحد أضخم منتجاتها KitKat بسبب استخدام الشركة لزيت النخيل وتدميرها للغابات وقتلها للقرود. وقد قام مستخدمي الفيسبوك حينها بالهجوم على الشركة ودعوة الأفراد إلى عدم استخدام منتجاتها وبالتالي تجنب مخاطرها على الصحة والبيئة. فكيف أدارت الشركة هذه الحملات؟

للأسف، فقد فشلت الشركة في إدارة الأزمة إذ أنها قامت بالتالي:

  1. عدم توفير الإجابات على الاتهامات الموجهة لها
  2. إلغاء التعليقات المسيئة

وقد خسرت نسلة حينها وربحت Greenpeace الدعوى التي قدمتها.

  • ريانير Ryanair : لربما كلنا يعرف Ryanair وهي شركة خطوط جوية شهيرة والتي تتميز بأسعارها التنافسية. في إحدى رحلاتها من برشلونة إلى انكلترا تعرضت امرأة سوداء مسنة من أصول جامايكية على متن الطائرة إلى تعنيف لفظي من قبل أحد المسافرين البريطانيين وقد تركز هجومه على لونها ولكنتها. وقد تعرضت حينها سمعة الشركة للخطر بسبب الأمور التالية:
  1. إظهار قدر كبير من الإهمال واللامبالاة
  2. إبقاء الرجل في مكانه
  3. تغيير مكان المرأة
  4. إظهار طاقم الطائرة لأقل قدر من مهارات إدارات الموقف

وقد كان الرد الوحيد من الشركة نشر تغريدتين تعتذر فيهما عن الحادث وهو ما أجج مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين قاموا باستخدام هاشتاغ #Ryanairracist اي وصف الشركة بالعنصرية.

وهنا لم أجد بدا من أسأل: كيف كان يجب على الشركتين إدارة الحادثتين بأسلوب ناجح يحافظ على سمعتهما؟ وبعد مرور العديد من السنوات على الحادثتين ومع استعادة كلا الشركتين لنمو أعمالهما بشكل كبير، ما هي برأيكم آثار الحادثتين على المدى القصير والمدى الطويل؟