يعتبر الأجر الهدف الأول للعمل والمنطلق الأساسي الذي يرفض منه المرء فرص العمل أم يقبلها. فمن خلال الأجر يحقق العامل استقلاليته المالية ويبلغ اكتفائه الذاتي. من هنا، ففي كل وظيفة عمل كنت أطمح لنيلها فإن الأجر دائما ما كان هاجسا قبل أي أمر، فرغم أهمية الشغف والمهارة والرضا عما أريد القيام به، فإذا كان العمل لا يغني ولا يسمن من جوع فلما عليي القبول؟
ومن هذا المنطلق يشكل الأجر إحدى النقاط الأهم للأعمال إذ أنه يحدد من خلال عدة عوامل. ففي البداية فإن صاحب العمل يقوم بعمل أبحاثه الخاصة للنظر في الأجر الذي تمنحه الشركات الأخرى. فإذا كانت الشركة تعمل في مجال الغذاء كسوبرماركت مثلا فإنها تبحث في باقي المتاجر التي تعمل في مجال الغذاء أيضا عن الأجور التي تمنحها لموظفيها. على أن البحث يفضل أن يكون ضمن نطاق جغرافي معين إذ أن اختلاف المناطق قد يؤثر على تكلفة المعيشة والنقل وهو ما يؤثر على دقة النتائج. بالإضافة إلى ذلك، تدخل عدة عوامل أخرى في تحديد الأجر مثل مستوى الخبرة والكفاءة التي يمتلكها الفرد والتي يرتفع معها الدخل كلما ارتفعت. وأما الأمر الآخر الهام في مسألة وضع الأجر فهو التعرف على توقعات الأشخاص المتقدمين لوظيفة معينة بهدف التماشي مع التوقعات.
إلا أنني أجد على مستوى فردي أن الأجر يجب أن يكون في الكثير من الحالات محددا بشكل منفرد لكل عامل. فاختلاف مستوى الخبرة والمهارات والكفاءة والعوامل الخارجية مثل مدى بعد السكن عن العمل جميعها اعتبارات أساسية. في هذه المسألة.
ولكن ما ألاحظه في معظم الشركات أن هناك غياب لمعايير واضحة وشفافة في تحديد الدخل. فمعظم أصحاب العمل يسعون إلى تخفيض التكاليف وكثيرا ما يكون الموظف الضحية في هذا الأمر ولذلك يتم وضع أرقام المداخيل جزافا وبشكل عشوائي وتكون موحدة للأشخاص العاملين في نفس المجال.
والآن و برأيكم، ما العوامل الأخرى الواجب أخذها بعين الاعتبار في تحديد الأجر؟ وهل تؤيدون فكرة مرونة الأجر بين الأفراد، أي أن يتم تحديده على مستوى شخصي وفردي وبناء للعوامل الفردية أم أنه يجب أن يكون موحدا، ولما ذلك؟
التعليقات