في بداية جائحة كورونا وخلال قرائتي لكيفية إنتقال الوباء بين دولة أخرى لفتت إنتباهي مقالة تتحدث عن إمكانية حدوث ركود إقتصادي بسبب الوباء وقيود الحجر وأننا قد ننتهي من العدوى الڤيروسية فننتقل إلى "عدوى اقتصادية شديدة الخطورة". حينها تعجبت من وجود مصطلح إقتصادي تحت هذا المسمى وتفاجأت بعد إجراء أبحاثي أن العدوى الاقتصادية تتشابه مع أي نوع آخر من العدوى إلا أنها تنتقل بين الإقتصاديات.

استخدم مصطلح العدوى الإقتصادية للمرة الأولى في العام 1997 عند حدوث أزمة مالية في الأسواق الآسيوية. وتشير العدوى الاقتصادية وببساطة إلى إمكانية إنتقال الأزمات المالية بين اقتصاد وآخر بشراسة وبسرعة فائقة. وإذا ما أردنا أن نسقط هذا المصطلح على الأحداث الاقتصادية في الساحة العالمية، فما حدث من إفلاس لمصرف Silicon Valley وما تبعه من إفلاسات متلاحقة لبنوك أخرى هو أن عدوى الأزمات المالية إنتقلت من مصرف لآخر حتى أصبح القطاع المصرفي ككل مهددا بالسقوط. وبما أن الاقتصاد العالمي مرتبط بالاقتصاد الأمريكي فقد أصبح حتما ضمن نطاق خطر العدوى.

ويكون منشأ العدوى الاقتصادية في أغلب الأحيان مرتبطا بحركة الأسواق المالية كمثل ما حدث مع Silicon Valley Bank الذي تركزت أصوله المالية بالأوراق المالية ذات الآجال البعيدة. وكما نعرف فإن أهم ما يمكن عمله لإدارة المخاطر في الأسواق المالية تنويع الأصول Diversity. وهذا ما لم يعمد SVB إلى القيام به فكانت الضربة القاضية عندما حدث تذبذب في سوق هذه الأوراق.

من خلال رؤيتي ، فأنا أعتقد أن تجنب حدوث الأزمات المالية أمر ممكن تحقيقه عند تطبيق محاذير معينة خاصة في الأسواق المالية. ولكن عند حدوث هذه الأزمات يصبح صعبا كبح امتدادها إلى الاقتصاديات الأخرى.

والآن برأيكم، هل هناك إجراءات يمكن القيام بها لتجنب عدوى الأزمات الاقتصادية؟ وما هي ؟