أفكر في دراسة الإقتصاد في الخارج بعد التخرج والسؤال الذي يراودني هو !
دراسة الاقتصاد في جامعة ليست لها فائدة
التركيز على المهارات النظرية على حساب المهارات العملية، هذا ما يتلقّاه أي طالب يدخل الجامعة وفي نيّته أن يكون رائد أعمال يخرج ويتخرّج من جامعة، مما لا شكّ فيه طبعاً برأيي أنّ الجامعة تتفوق بتعليم برامج الاقتصاد وزواياه في النظرية الاقتصادية وتحليل السوق، أعترف بأنّ هذه الأمور مهمة، لكن بدء مشروع تجاري يتطلب مجموعة مهارات أوسع بكثير، أرى أنّ الكثير من الطلّاب قد يفتقرون إلى المعرفة العملية في مجالات مثل التسويق أو المبيعات أو العمليات أو إدارة المشاريع حين يبدؤون الدراسة في جامعة!
هذا ما عدا طبعاً عن أنّ الجامعات الصراحة قد يتفادوا فعلاً التعرّض للشركات الناشئة الصغيرة في الحديث، قد لا تتعمق برامج الاقتصاد التقليدية في التحديات والفرص الفريدة التي تواجهها الشركات الناشئة والأسوء طبعاً أنّ بعضهم يقوم بشكل دائم في التركيز على الشركات القائمة، حيث غالباً ما تحلل كلية الاقتصاد الشركات القائمة والأنظمة الاقتصادية الكبيرة، وهذا ما يجعل دماغك يرغب بالاستنساخ لا الإبداع!
الجامعة تعطيك المهارات اللازمة للتواصل والتفاوض والمشاركة والحديث ويمكن إذا تم اتخدامها بشكل جيد أن توفر لك فرص تعارف فريدة ومهمة مع أشخاص يمكن أن يقدموا إضافات نوعية لحياتك المالية والعملية، لكن هل تزيد من فرصك في نجاح ريادة الأعمال ، على الأغلب لا، لكن في حالات معينة إذا كان لذيك هدف وتخطيط استراتيجي ممنهج منذ البداية وكان لديك ممارسات صحيحة ، والممارسة هنا تحتها مليون خط لأنها هي الأساس وليس المعرفة النظرية في ريادة الأعمال انت تحتاج الى التنظيير بنسبة قد لا تتجاوز 10 بالمئة والباقي يعود للتطبيق والممارسة .
اليوم توجد ورشات إبداعية ومراكز لدعم الاختراع وريادة الأعمال في الجامعات-حسب البلد الذي أنت فيه- يمكن أن يوفر لك تجربة جيدة مع اشخاص في نفس مستواك ويمكن أن تستفيد من تبادل الخبرات هناكـ، لذلك حاول الانساب إلى هذه المراكز والعمل بها بقدر الإمكان.
لا شك أن التحصيل العلمي الأكاديمي هو أساس النجاح في المجال الذي ستعمل فيه، وبناء على التخصص المطلوب تلعب الدراسة والتعلم النظري دورا مهما في التعرف على المجال ودراسة مكوناته، وريادة الأعمال التي تبنى على أساس علمي اكاديمي دائما ما تجد أصحابها يسيرون في خطى ثابتة ورزينة نحو تحقيق النجاح، لكن لابد من دمج المعارف النظرية بالاحتكاك المباشر في سوق الشغل والتعلم من خبرات من سبقوك في الميدان، كما أن النجاح في مشروع أو شركة ريادية ينبني على دراسة لسوق الشغل واجاد حل ابداعي لمشاكل تراها في الأفق.
على حسب الدولة التي أنت فيها، وعلى حسب الجامعة التي تدرس فيها، وعلى حسب البيئة المحيطة بك، فالدراسة في الجامعة ليست متعلقة بالعلوم التي تتلقّاها فقط فالبيئة التي تشجعك على التطور والبحث ليست كالتي لا تشجعك لذلك، ومنه يجب دائما أن نحرص على تطوير أنفسنا بالطريقة المثلى والنجاح في ريادة الأعمال ليس له علاقة حتمية مع دراسة الاقتصاد في الجامعات فالأمر يعتمد على الانسان بحد ذاته.
يجب ان تعلم من البداية ان في كلية الأعمال في الجامعة هناك العديد من التخصصات، وكل تخصص يؤهلك للعمل في أشياء معينة بعد التخرج؛ فمثلا تخصص الأقتصاد يختلف عن تخصص إدارة الأعمال ويختلف عن تخصص ريادة الأعمال...
- لو كان غرضك هو ان تفتح مشروع او تدير مشروع ولن تعمل كموظف بعد التخرج، فعليك بتخصص ريادة الأعمال
- لو كان غرضك ان تعمل كموظف بعد التخرج ثم بعد ذلك سوف تفتح مشروع في مرحلة في حياتك، فعليك بتخصص إدارة الأعمال
- اما لو كان غرضك هو العمل في مراكز البحوث الاقتصادية والبورصة وغير ذلك فعليك بتخصص الأقتصاد، وللعلم هذا التخصص لن يؤهلك لكي تفتح مشروع إطلاقاً، ولن يزيد من فرص نجاحك كرائد أعمال، وللعمل في البورصة والبنوك الأفضل من تخصص الأقتصاد هو تخصص التمويل؛ وغني عن الذكر ان تخصص التمويل وتخصص الاقتصاد يحتاج كل منهما مهارات متفدمة في الرياضيات
التعليقات