على الرغم من ثقل صناعة بحجم صناعة الحديد والصلب وطلاء المعادن، كان لشركة يونيكويل واحدة من أروع التجارب في عالم هذه الصناعة الثقيلة، حيث أنّها بنظرةٍ حالمةٍ للوضع الاقتصادي السعودي الضبابي وقتها، قرّرت أن تراهن عليه. وفعلًا، حصدت ما زرعته.

كيف يمكن أن نكون طموحين في عالم الاستثمار وريادة الأعمال؟

بدأت شركة يونيكويل عملها في عام 1997. وعلى حسب تعبير المدير التنفيذي للشركة؛ رائد عبد الله العجاجي، لم يكن المشهد الاقتصادي السعودي مبشّرًا وقتها. ولم تحظَ صناعة الحديد والصلب بالاهتمام الكافي أيضًا.

هذا هو بالتحديد ما لفت نظري في التجربة. فعلى الرغم من هذه المعاناة التي سقط الاقتصاد السعودي في براثنها وقتها، قرّرت الشركة أن تستهلك مجموعة من المنتجات المحلّية في خطوط إنتاجها. بمعنى أدقّ، قرّرت أن تحوّل الواردات إلى منتجات محلّية تغنيها عن الاستيراد.

بعد الكثير من السقطات، قرّرت شركة يونيكويل في 2013 أن تعيد هيكلة المؤسّسة بالكامل. ومن هنا كانت نقطة التحوّل، حيث أن الهيكل الجديد للشركة كان قادرًا على تحويل مسارها بالخطّة الموضوعة مسبقًا.

مع المزيد من التحسينات للمنتج المحلّي، أصبح منافسًا قويًّا للمنتج المستورد في السوق السعودي. وبالتالي استطاعت الشركة أخيرًا أن تحتل مركزًا في الصف الأول في صناعة طلاءات المعادن.

ما جذبني إلى هذه التجربة هو ما يحدث في الوقت الحالي في العديد من الدول المجاورة للسعودية، والتي تعاني من الوضع الاقتصادي نفسه الذي عانت منه السعودية وقتها، بالاشتراك مع أزمات أخرى مثل أزمة العملة الصعبة وأزمة التضخّم وغيرهم.

في هذا الصدد، ما الذي ميّز هذه الشركة في رأيكم؟ وكيف يمكننا أن نتحوّل بمشروعنا عن الاستيراد نحو المنتج المحلّي، في مشروعات أصغر حجمًا ومجالات أخرى، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية؟