إن الدخول في مجال ريادة الأعمال محفوف بالمخاطر والمغامرات، وخاصة أنني لن أبذل مالي فقط من أجل إنجاح مشروعي وإنما سأضع الوقت، والجهد الذهني والجسدي، من أجل إتمامه بالشكل ال صحيح.
وحتى لا يكون كل ذلك المجهود عبثياً؛ ولكي أتجنب الوقوع في التفكير الامتناهي، والتردد في القرارات ولذلك هي تطلب تركيز عالي ومقدرة على تخيل المشروع خطوة بخطوة.
وإذا كانت الخطوة الأولى هي تعبئة نموذج الأعمال لين كانفاس، التي كتبت عليها النقاط الرئيسية لمشروعي في صفحة واحدة؛ فإن الخطوة الثانية ستكون أشمل وأعم من خلال قيامي بإنجاز خطة عمل المشروع بطريقة احترافية والتي قد تصل لخمسين صفحة.
في أثناء كتابة هذه الخطة بدأت تظهر ملامح المشروع خاصتي، كلما قمت بتعبئة خانة جديدة، الأمر يشبه فكرة رسم لوحة كلما أضفت خطاً جديدًا في مكانه الصحيح كلما كانت أكثر جاذبية. ولكن كيف أبدأ؟!
هنا نصحني مرشدي الخاص" جورج حنا" بكتابة معلومات حول المشروع وأكد على أهمية أنتقاء الكلمات بعناية وتحديد تجعل من يقرأها يفهم الفكرة العامة من خلال وصف فكرة المشروع، وفريق العمل ، اسم المشروع، الشعار، والوضع الحالي، الخطط المستقبلية.
قمت بإعداد التحليل الرباعيswot لمشروعي بالإضافة لتحليل المنافسين بكل حياد وموضوعية. وكان هذا التحليل من المشاكل الرئيسية التي واجهتني لأن فكرة مشروعي (أكاديمية أطفال لمحو الأمية المالية) هي غير مطروقة من قبل على الأقل في سوقي المستهدف، وبالتالي فمن الصعب إيجاد منافسين واضحين ولذلك لم أعط التحليل أهمية؛ إلا أن مدربي أصر على أهمية البحث عن المنافسين فليس من الضروري أن يقدموا نفس الخدمة الآن ولكن من المحتمل أن يقدموها أو يقدموا خدمات مشابهة أو قريبة وهنا كان المنافسين بالنسبة لي المؤسسات المهتمة بالطفولة والتعليم المبكر للمهارات .
ثم حددت المخاطر والتهديدات التي من المتوقع أن تواجهني وذكرت حوال 25 خطرًا يمكن حدوثها ولو بنسبة 1% ومدى تأثريهم على المشروع وكيفية الاستجابة الملائمة للحد من ذلك التأثير. من توقع حدوث حروب، حجر صحي ، منافس جديد، مشاكل متعلقة بأداء فريق العمل...
حينها أصبحت متحمسة أكثر للاستمرار؛ وخاصة أنني وضعت حلول استباقية للمشكلات التي قد تعترضني وهذا ما جعلني أستطيع تعبئة خانة الأهداف والخطة التطويرية للمشروع، خلال الأشهر القادمة، وخلال العام، وحتى 3 سنوات.
و لكي تكتمل الخطة لابد ألا أغفل عن ذكر المزيج التسويقي لأنه سيكون مرجعي الأول عند الإطلاق وتعريف العملاء بي ومن خلال هذا المزيج وصفت الحلول التي أقدمها ( تدريبات ، كتب الكترونية ، كتب ورقية) وحددت قنوات التوزيع ( مدارس، مؤسسات تهتم بالأطفال، وسائل التواصل الاجتماعي ...) إلا أن تحديد السعر كان من المعضلات التي أخذ وقت تفكير طويل معي فليس دائماً التسعير حسب التكلفة؛ مربح . وهنا قمت بالتسعير حسب القيمة المرتفعة والقدرة الشرائية لعملائي.
بالإضافة لطرق الترويج المناسبة (إعلانات ممولة ، بروشورات ، نشاط ترفيهي،معارض ...)
بعد ذلك حسبت كل التكاليف التأسيسية التي أحتاجها حتى لحظة الإطلاق، والتكاليف التشغيلية، وقمت بحساب نقطة التعادل؛ لأعرف بعد كم عملية بيع سأكون عوضت المال الذي أنفقته. وحين وجدت الأمور مطمئنة أقدمت على تنفيذ الخطة على الفور على الرغم من أنني لم أقوم بعمل دراسة جدوى، فبرأيي خطة العمل هي الأهم . لكن صديقتي كان لها وجهة نظر أخرى هي:أنها لا تقدم على أمر دون القيام بدراسة الجدوى أولاً!
برأيكم هل معلومات خطة العمل التي أوردتها كانت كافية أم لديكم اقتراحات أخرى؟ وما هي أكثر الصعوبات التي واجهتكم إثناء إعداد خطة العمل لمشاريعكم أو لعملائكم ؟
التعليقات