ما نلاحظه في عصرنا الحالي هو زيادة الحاجة إلى المعلومات وفي نفس الوقت تراكم هائل وسهولة وصول إلى تلك المعلومات للبقاء في المنافسة الشديدة بسبب تكنولوجيا المعلومات.

زادت هذه الحاجة إلى أهمية وجود تنظيم وإدارة هذه المعلومات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات، واستخدامها لمساندة صناعة القرار وتُسمى عملية إدارة المعرفة.

تُعرف إدارة المعرفة Knowledge Management بأنها العمليات التي تساعد المؤسسات على توليد المعرفة، واختيارها وتنظيمها، واستخدامها، ونشرها، وأخيرا تحويل المعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها المنظمة والتي تعتبر ضرورية للأنشطة الإدارية المختلفة كاتخاذ القرارات، حل المشكلات، التعلم، والتخطيط الإستراتيجي لإيجاد قيمة من عناصرها الفكرية المبنية على المعرفة من أجل التوصل لأفضل الممارسات.

تمنح منصة إدارة المعرفة الموظفين القدرة على للعثور بسرعة على المعلومات التي يحتاجونها للقيام بوظائفهم، والقضاء على العمل المكرر لتحسين الكفاءة في العمل. ومن أهم الطرق التي تساعد بها إدارة المعرفة على تحسين الكفاءة:

  • تساعد إدارة المعرفة في تقليل الوقت الذي يقضيه الموظفون في البحث، من خلال مركزية معرفة الشركة وجعل جميع المحتوى قابلاً للبحث للعثور على المعلومات ذات الصلة من خلال مرشحات البحث والبحث بالكلمات الرئيسية.
  • انخفاض الاضطرابات، وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا في إيرفين أن الموظفين يستغرقون 23 دقيقة في المتوسط لإعادة التركيز بعد حدوث اضطراب، الأمر الذي يكون له تأثير كبير على الكفاءة الإجمالية والتي تكلف الشركات معدل 6.2 ساعة في الإنتاجية المفقودة كل يوم. وتساعد إدارة المعرفة في تقليل الاضطرابات بواسطة ضبط مكان المعلومات من خلال صندوق الوارد عبر البريد الإلكتروني أو محرك الأقراص المشترك أو تطبيق الدردشة أو عن طريق البحث عن خبير الموضوع المناسب.
  • يزيل الاختناقات مع مسؤولي بوابات المعرفة، إذ لا يضطر الموظف إلى انتظار رد من خبير موضوع معين بسبب توثيق المعرفة والمعلومات في منصة إدارة المعرفة، لتصبح قابلة للبحث ويسهل الوصول إليها 24/7.
  • تساعد في تقليل تكرار العمل، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الموظفين يقضون حوالي 6 ساعات في الأسبوع في تكرار العمل الموجود بالفعل في تنسيق ما. وتساعد إدارة المعرفة في تمكين الموظفين البحث في قاعدة بيانات المعرفة الشاملة لشركتهم لمعرفة الموارد المتاحة لهم بالفعل، مما يسمح لهم بإعادة الاستخدام أو البناء على المعلومات والوثائق بدلاً من إعادة اختراعها بالكامل وتقليل العمل المزدوج.

على الرغم من هذه الأهمية والفوائد التي تقدمها إدارة المعرفة، برأيكم ما هي التحديات التي تواجهها في الشركات؟ وكيف يمكن تطبيق إدارة المعرفة للحصول على أقصى استفادة منها؟