يتنبأ الكثير من المحللون الاقتصاديون في الأسواق العالمية أن عام 2023سيسيطر عليه حالة ركود اقتصادي تفوق ما كان عليه الحال في عام 2022، الأمر الذي جعل أغلبنا نتسائل حول كيفية إدارة قرارات الاستثمار في مرحلة الركود الاقتصادي وخصوصاً أن الأسواق تشهد تراجع ملحوظ فكيف لنا أن نزدهر في ظل هذا التراجع؟

ومن خلال متابعتي لهذا السوق، يلجأ المستثمرون غالباً في هذه المرحلة لتوخي الحذر الشديد في قرارات الاستثمار مع اتباع أفضل الاستراتيجيات لاقتناص أفضل الفرص في الحصول على الاستثمار مجدي في حالة الركود الاقتصادي.

تعد دراسة السوق الحالي هي من تحدد القرار، فأفضل الاستراتيجيات تتمثل في الدخول للشركات التي تتميز بميزانية مرتفعة وتدفق نقدي جيد وصاحبة الديون القليلة المحافظة على إنتاجيتها حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة جميع مع سبق يقلل من مخاطر تأثرها بالركود، ويعزز التدفق المالي لديها وهذا يجعلها بيئة مهيأة للاستثمار المجدي فالمستثمر يبحث دائماً على البيئة التشغيلية الأقل مخاطرة.

بالنظير لذلك استراتيجية الابتعاد وتجنب الاستثمار في الشركات ذات الأصول الاستدانة العالية وذات الأسهم الدورية والمضاربة، لأن هذه الشركات تكون تعاني من مدفوعات مرتفعة للفائدة وبسبب وضعها المتعلق بتسديد الديون، هذا سيقلل من إيراداتها في فترة الركود وربما يصل الحال للإفلاس. وما يجعل الأسهم الدورية الأسوأ وضعاً هو توجه المستهلكين لتقليل إنفاقهم على النفقات التقديرية من السلع الكمالية كامتلاك سيارة فارهة او أي خدمة ترفهية، ومن هنا يبدو أن التوجه الأفضل يكون حول الدخول لسوق المنتجات الاستهلاكية ويسميها البعض بالصناعات المقاومة لركود لأنه مهما اشتد الوضع سوءاً هناك أمور لا يمكن الاستغناء عنها فيكون الاستثمار بها قرار صحيح كمحلات بيع التجزئة ومشاريع الصغيرة الاستهلاكية كمصفف الشعر.

ومن وجهة نظري لابد أن يكون المستثمر يقظ لاستغلال حالات الانتعاش الاقتصادي لصالحه والبعد عن المخاطرة أثناء الركود ، بل ولابد للمستثمر أن يكون على الاستعداد لتحويل استثماره في حال أنتقل الوضع من ركود للازدهار لأن ما كان سيئاً في وضع الركود سيصبح ذو قيمة مرتفعة في حالة الازدهار، والأساس في الاستثمار عموماً هو المتابعة الحية والمدروسة لأحوال السوق ومتطلباته .

والأن برأيكم هل هناك استراتيجيات آخرى يمكن اتباعها لتعامل بشكل أفضل تجاه قرار الاستثمار في فترة الركود؟