من أنماط القيادة التي أفضلها ببيئة العمل هي القيادة الأبوية، كون المدير يتعامل معنا كعائلة وليس كفريق عمل، وهذا يخلق لدينا الدافع للتميز وهو نمط أو أسلوب من أساليب القيادة التي تجمع الانضباط والنزاهة الأخلاقية مع الرحمة والإحسان والعاطفة الأبوية، لتولد إطار العائلة المؤسسية الذي ينظم العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين في بيئة العمل المؤسسي، ويجمع بين الإنضباط القوي والسلطة مع الخير الأبوي والنزاهة الأخلاقية.
القيادة الأبوية تبين مدى قدرة القائد على تحقيق الأهداف المرسومة، من خلال حكمته وتأثيره في نفوس الأفراد وفرق العمل، والقائد الأبوي الناجح هو من يمارس فن إدارة البشر ليحقق المعادلة الصعبة «الإنجاز في الأداء والتأثير في النفوس».
يمكن أن يتم ذلك من خلال من خلال:
- وضع إطار عمل واضح، من خلال وضع الأمور الممنوعة والمسموحة، وتحديد الأهداف بشكل واضح، وتحديد الوقت وتقسيم المهام.
- تعزيز الإطار ومحاسبة الموظفين، من خلال توضيح الخطة وما تم تحديده بشكل عملي وإثرائه بالأمثلة والاستدلالات.
هناك ثلاثة أبعاد القيادة الأبوية وهي:
- القيادة السلطوية، ويمثل فيها القائد نقطة إرتكاز الشركة، عند إتخاذ القرارات لا يهتم برأي الموظفين، ويكون القائد شديد في سلطته، ويطالب الموظفين بالامتثال الكامل لأوامره وتعليماته، وقد نكون تعرضنا لهذا النوع من التوجه والذي ينعكس بالسلب علينا كموظفين والتقليل من استغلال أو تقدير مهاراتنا في العمل، وبالتالي تقليل الانتاجية.
- القيادة الخيرة، يتوجه القائد في كسب احترام ومحبة الموظفين من خلال إظهار الاهتمام بهم ومساعدتهم في التعامل مع المشاكل التي تواجههم في العمل، مما يؤدي إلى تشجيع وتحفيز العاملين وزيادة إنتاجيتهم.
- والقيادة الأخلاقية، تتمثل في امتلاك صفات القيادة والنزاهة والثقة، وتحفيز الموظفين للعمل بطرق تظهر الاهتمام بمصالحهم واحتياجاتهم ووضع معايير أخلاقية، ويتم استخدام نظام العقوبات والمكافآت لمعرفة نتائج هذه المعايير، يجمع هذا النمط بين الحرص على مصلحة الموظف والشركة وإرشادهم إلى الطريقة الصحيحة للعمل، يلعب القائد هنا دور الأب بشكل كبير.
تكون القيادة الأبوية بواسطة منح السلطة والاستقلالية في بعض الأوقات مثل شركة Netflix التي وُصِّفت ثقافتها بأنها مزيج من «الحرية والمسؤولية». حيثُ يتمتع الموظفين بحرية التعبير عن وجهات النظر المعارضة، ولديهم أيضًا مساحة واسعة مع خيارات الإجازة والسفر الخاصة بهم. ولكن مع الحرية تأتي المسؤولية، مما يعني أن عليهم التزامًا بالعمل بشكل استباقي لتعزيز مهمة الشركة.
لو تعمقنا أكثر في الأساليب القيادية بشكل عام، سنجد أنها تتشابه بشكل كبير مع مسؤوليات ومهام الآباء في المنزل. إذًا ما رأيك في نظام القيادة الأبوية كمميزات وعيوب؟
التعليقات