ماذا لو كنا نتجول في الطرقات والشوراع، وفي كل زاوية نلاحظ عبوة فارغة لعلامة تجارية مشهورة مثل: كوكا كولا أو غيرها…

وحتى حاويات القمامة ممتلئة بتلك العبوات الفارغة، لا شك أننا سنشتهي شرب واحدة، خاصة إذا كان الجو حارًا، وسيتبادر إلى أذهاننا أنّ الآخرين يستهلكون هذا المنتج بشراهة. لابد أنه لذيذ ومنعش!

لكن ماذا لو أخبرتك أنّ تلك الحاويات مُلأت عمدًا، لكن العلامة التجارية صاحبة الفكرة هي Red bull وليست كوكاكولا.

هذا ما فعلته في نهاية السنة الماضية لرفع مبيعاتها، فبدل صرف مبالغ مالية في الإعلانات الممولة أو التسويق عبر المشاهير، اختارت استراتيجية مجانية لم تكلفها فلسا واحدا، عدا نثر العبوات الفارغة في أماكن التجمعات، كالنوادي والستحات والأماكن الرياضية…

جعلت هذه الفكرة الإبداعية الجميع يفكر أن هناك طلبًا عاليًا على المنتج، وأصبحوا يطلبونه هم أيضًا.

لكن السؤال المطروح هو لماذا؟

استعملت الشركة في هذا التسويق، تسويقا آخر يعرف بالتحيز الشعبي، أي أنّ الأشخاص يختارون المنتج حسب المراجعات عبر الإنترنت أو حديثهم عنهم، او حتى التوصيات الشفهية، وفي حالة Red Bull، انتشار العلب الفارغة في كل مكان كان دليلا على انّ المنتج مطلوب جدا.

المغزى من هذه القصة أنّ العميل المحتمل كلما رأى المنتج أكثر، ستحصل على مزيد من المبيعات.

قد لا تنجح هذه الاستراتيجية إن طبقتها علامات تجارية أخرى لذلك ويفترض أن تكون العلامات التجارية حريصة على:

  1. البحث عن نقاط البيع الفريدة الخاصة بها.
  2. عدم تقليد المنافسين، والبحث عن خطط واستراتيجيات فريدة، تتوافق مع رؤيتها ومبادئها.
  3. عدم الخوف من الفشل، فلا بأس بفشل بعض الاستراتيجيات التي في النهاية توصل إلى نتائج مميزة، من خلال تحليل البيانات ودراستها.

التسويق علم وفنّ وليس تقليد، لذلك تنجح الأفكار المميزة والفريدة رغم بساطتها، لأنّ الإبداع لا يعني التقليد.

ما رأيكم في الخطة التسويقية لشركة Red Bull، وهل تعرفون استراتيجيات تسويقية فريدة وغريبة مشابهة، لكنها ناجحة؟