أن فكرة الاحتفاظ بالموظفين، تعني ضمان عدم تركهم للعمل والتحاقهم بمؤسسات أخرى، والخطر يكمن حين ينتقلون إلى مؤسسات وشركات منافسة. ولكن هل دائما المطلوب هو الاحتفاظ بالموظفين؟ وهل هناك جوانب سلبية في فكرة الاحتفاظ بهم؟

حين يعتقد الموظف أنه يملك مهارات وخبرات وقدرات يجب أن تقابل على رواتب عالية في مؤسسات ناشئة، وحين يعتقد البعض أن رواتبهم منخفضة مقارنة بالمؤسسات الأخرى، فيعملون على خفض مستوى إنتاجهم وأدائهم للضغط على الشركة لرفع أجورهم! على المؤسسة أن تفكر هل الاحتفاظ بهؤلاء الموظفون يعتبر عامل إيجابي أم سلبي؟

صادفت دراسة تقول %46 من الموظفين الأكفاء يون أن الإفتقار إلى التواصل الاداري الشفاف يدفعهم للبحث عن عمل جديد وفي الوقت نفسه. فإن %79 من عموم الموظفين اشاروا الى ثقتهم في ادارة المؤسسة.

 وفي نفس الوقت كيف تعالج مسألة إمكانية نقل أو تسريب أو استغلال المعلومات والخبرات الخاصة بالمؤسسة وتوظيفها في مؤسسات منافسة؟ فالسلبية تكمن في أن المخاطر والتحديات أعلى مستوى من حل المشكلات، وكيف تسمح المؤسسات لهؤلاء بالبقاء على الرغم من التهديدات التي يشكلونها وتأثر جودة العمل تبعا لذلك؟

لدي تجربة من مكان عملي، حين قامت مشرفة تمريض بالتمرد على إدارة التمريض وأحدثت إرباكا في جداول العمل وأهملت كتابة تقارير الحالات وعرضت حياة المرضى للخطر، ولم تأبه لنتائج لجنة التحقيق التي قامت بإدانتها، فلقد كانت على موعد مع وظيفة جديدة في مستشفى خاص براتب يفوق راتبها الحالي عدة مرات!

وبسبب مستوى التدريب الذي خضعت له والقدرات والكفاءة والخبرات التي تمتلكها، عملت إدارة التمريض على إيجاد حلول وسط للموظفة كمحاولة للاحتفاظ بها. لكنها سرعان ما غادرت العمل في اليوم الذي تم توظيفها في المستشفى الخاص وشكلت فجوة كان يجب ردمها قبل حدوثها.!

لذلك عندما تحتفظ منظمة بموظف لديه مشاكل شخصية أو يريد الابتعاد عن موقعه الحالي، فهو لا يستحق المنصب، ويخلق حالة من الخسارة. فالموظف هنا فقد الانتماء ولم يعد مستعد للتطوير وتخلى عن مسؤوليته تجاه مؤسسته وبهذا فقدوا القيمة كجزء من فريق العمل! وخلق بيئة سلبية في العمل! فهل ينبغي الاحتفاظ بهم؟

ولكن لماذا يترك الموظفون المبدعين والمنتجين أعمالهم وربما بعد سنوات من العمل؟ وألا يشكل ذلك سلبيات بجانب سلبية الاحتفاظ بالموظفين الذين يجب التخلي عنهم؟ كيف توازن المؤسسة بين حاجتها للموظف أو الاستغناء عنه؟