في ظل المنافسة الشديدة التي نراها اليوم بوضوح بين الشركات، فهناك تحديات كثيرة تتطلب استراتيجيات جديدة، والتي من شأنها أن تساعد الشركات على تحقيق أهدافها من أرباح مادية وغيرها، ولذلك لم يعد الاهتمام بالربح المادى للشركة فقط هو ما يجعلها تحقق أهدافها، وإنما الاهتمام ببيئة العمل لدى الموظفين، ووجود مناخ ملائم للعمل من أهم الأمور التى تجعل الإنتاجية تزيد بشكل كبير جداً وملحوظ، فبالتأكيد سمعنا شكاوي متكررة من الموظفين حول روتين العمل المتكرر، وبيئة العمل غير قابلة للتجديد، أو القاتلة للإبداع.

ولهذا ظهر علم النفس التنظيمي في مطلع القرن العشرين الذى يهتم بتوفير حياة ذات جودة عالية للموظفين ليكونوا قادرين على العمل بأقصى كفاءة مطلوبة، واستغلال الفرص، ولكن كانت بداية ممارسته في الثمانينات من القرن 19 ثم تطور بسبب تجنيد الجنود فى الحرب العالمية الأولى واستخدام اختبارت الذكاء لاختيار الكفاءات في الجيش، ولكن اليوم نطاق العمل أكبر ومرتبط بشعور الموظف بالانتماء إلى الشركة، ويهتم علم النفس التنظيمى أو سيكولوجيا الشركات بدراسة سلوك واحتياجات العاملين، والسياسات الداخلية للشركة من أجل توفير حياة أفضل للعاملين ليكونوا أكثر إنتاجية وفاعيلة فى الأعمال المطلوبة منهم، وتكمن أهمية علم النفس التنظيمي في ريادة الأعمال فى 5 أشياء وهما : 

  • الاختيار بين المرشحين للوظيفة الذين لديهم المهارات والمتطلبات اللازمة لشغل الوظيفة من خلال تقييمهم باختبارات الكفاءة.
  • التدريب والتطوير المستمر للموظفين من خلال دورات تدريبة تعمل على تحديد المهارات التي يتم تطوريها فى الموظف، ثم تقييم نتائج هذه الدورات من خلال اختبارات يقومون بها.
  • تحسين بيئة العمل، فهو من أهم العوامل التي تؤثر على أداء الموظفين، وتساعدهم على التحفيز بشكل كبير، وبالتالى زيادة الإنتاجية، وأكبر مثال على ذلك هو ما يحدث فى شركات وادى السليكون فى الولايات المتحدة الأمريكية مثل شركة جوجل، وفيس بوك ، وتويتر ، ويوتيوب، وغيرها .. إلخ، فالعمل لدى تلك الشركات هو حلم الملايين من الناس فالشركة من الداخل تحتوي على ألوان جذابة ومكاتب مختلفة، وتوفر حمامات سباحة وصالات ألعاب رياضية، وغيرها من الأشياء المذهلة لدرجة بأن الموظفين هناك دخلوا فى تحديات لمن يجلس في الشركة لأطول مدة ممكنة.
  • إدارة أداء الموظفين من خلال تقييمهم لمعرفة إذا كانوا يقومون بعملهم بأعلى كفاءة، والتدخل لعمل المزيد من تحسين الأداء.
  •  التطوير التنظيمى، وهو تحسين وضع الشركة من حيث الإنتاجية والأداء وتصميم البرامج المناسبة لها، وإعادة تصميم المنتج، ودراسة الهيكل التنظيمى .
  • تحليل الوظائف والمهام عن طريق استخدام أدوات لمتابعة وتحليل النتائج التى يجب الوصول إليها فى كل وظيفة من وظائف الشركة .

فمع تطبيق هذه الاستراتيجيات كيف سيكون تأثير علم النفس التنظيمى على ريادة الأعمال من وجهة نظركم ..؟؟، وهل هناك نقاط أخرى تؤثر على زيادة أداء الموظفين داخل الشركة ..؟؟