هل كان رأي فرانك نايت وبيتر دراكر صحيح بأن ريادة الأعمال تتمحور حول المخاطرة .. ؟؟

في أي دراسة جدوى لأي مشروع يؤخذ بعين الاعتبار معايير قوة النجاح وتحقيق الأهداف ونمو المؤسسة. ومن غير المتوقع أن يغفل في دراسة الجدوى عن وضع المخاطر والتحديات وبالتالي وضع الحلول الواقعية لذلك.

لذلك فنسبة المخاطرة التي يتم وتوقعها تأتي نتيجة الابحاث التي تجرى سابقا مع قراءة موضوعية لبيئة الأعمال والاسواق وغير ذلك. ويعتبر إغفال عوامل المخاطرة والمخاطرة نفسها فشل ذريع سرعان ما يهدم اي مؤسسة ناشئة.

وللاسف كثير من تلك المؤسسات لا تركز على احتياجات الجمهور ومقارنة المتوفر من تلك الاحتياجات في السوق (منتجات - خدمات) وبل لا تبادر لاي اختراقات ابتكارية تشكل الصدمة للمنافسين. وكما أنها قد تغفل مخاطرة قوة المنافسين والامكانيات التي يمتلكونها بالاضافة للخبرات وقدراتهم التي اكتسبوها كونهم تعرضوا للصدمات والاضطرابات وبالتالي تشكلت لديهم فرص وقوة اضافية استطاعوا من خلالها تجاوز عوامل الخطر.

نعم في اي مشروع اقوم بدراسة جدواه يجب ان اضع المخاطرة بجانب قوة النجاح والفرص المتاحة.

 فما هو مفهومك عن المخاطرة فى ريادة الأعمال ؟؟؟

ربما أعرفها على أنها حشد الجهود والإمكانيات من أجل فكرة لا يؤمن بها سواي، بدون أن يكون هناك استراتيجية واضحة المآلات أو نتائج مضمونة، بل إن الحظ يلعب دوره فيها وهو الأمر الذي يميز المخاطرة عن الإلتزام بالخطط والإستقرار على نظام محدد.

ما رأيك فى المخاطرة إن كان لديك فكرة مشروع وتريد تنفيذه على أرض الواقع ؟؟ 

أعتقد أن الأمر صعب عليّ، فتحقيق الأمان المالي هو أمر مهم بالنسبة لي ولغالبية الناس الذي يفضلون البقاء في وضع آمن مالياً عوضاً عن المخاطرة والمجازفة بذلك الأمان أملاً في نتائج غير مضمونة .

المخاطرة

 إذا كانت ريادة الأعمال هي وجه العملة فإن المخاطرة هي الوجه الآخر ودرج الحديث عنهما حتى أصبح يدل عما لو كانا مترادفتين.. في الحقيقة أن لا احبذ استخدام كلمة مخاطرة وأعتقد أن كلمة مغامرة تليق أكثر بشخصية الرياديين كونها تحمل نوع من الإيجابية بعكس المخاطرة التي تدل على التهور . وكون رائد الأعمال لا يلقي بنفسه في التهلكة وإنما يقوم بما عليه من دراسات وخطط وبحث للسوق والمنافسين كأمور تحضيرية لمغامرته ثم ينطلق وفقًا لها .

وإذا كان بيتر داركر و فرانك نايت يزعمون أن ريادة الأعمال :تقوم حول مفهوم المخاطرة ويقولون أن سلوك رائد الأعمال هو ما يعكس نوع القدرة التي لديه لتطبيق فكرته و وضعها محل التنفيذ بمخاطرة غير مضمونة لرأس المال والوقت والجهد

فأنا أرى انها تقوم على أساس المغامرة بكل ما تحمله من تحديات وفرص حيث يمكن التنبؤ ببعضها ويمكن معالجة أي انحراف يطرأ على خط سيرها _بما يضمن نجاحها_ وفقًا لمراحل التخطط والتطبيق.

ومن أشهر مقولات شواب : حين يضع الرجل حدوداً لما سوف يفعل، فهو يضع حدوداً لما يمكنه أن يفعل!

ولعل هذه المقولة تدل بالفعل على روح المخاطرة بالنسبة لشواب الأمر الذي أمقته شخصيًا في رواد الأعمال وأراه صفة من صفات الرعونة وهذا هو الوجه الآخر لشواب : الذي خسر ما بين 25_40 مليون دولار واضطرت شركته لحل فريق كرة القدم البطل بعد هذه الخسائر الفا\حة عام 1929 حتى أصبحت ممتلكات شركته عديمة القيمة وتراكمت عليها ديون حوالي 300 ألف دولار .. وكل ذلك يعود لكونه يمارس عادات مالية سيئة تعتمد على الانفاق الهائل دون هدف فمثلاً قدم هدية بقيمة 200ألف دولار لعشيقة الدوق الأكبر ألكسيس أليكساندروفيتش من أجل الحصول على عقد السكك الحديدية .. وما إلى ذلك من هذه الممارسات المنافية للاخلا و هذا ما أكسبه سمعة سيئة ..

و لكل ذلك اعارض استخدام كلمة مخاطرة وأرى ان رائد الأعمال الناجح هو لا يضع المخاطرة أمامه كغاية أو كأمر طبيعي في الريادة ولكنه يبذل قصارى جهده في التخطيط ليتفادى هذه المخاطرة ويكمل طريقه في التنفيذ بروح المغامرة والتحدي مستعيناً بكل الوسائل والأدوات الازمة لنجاحه وميقناً لأهمية كل خطوة في طريقه.

عنصر المخاطرة تعد من الصفات التي لابد ان يتمتع بها رائد الاعمال، لان عالم البيزنس يستدعي ان يجرب، ان يحاول، ان يخاطر، واذا كان مترددا في كل ما يقوم به لن يتقدم خطوة.

ولكن اريد اشير الى نقطة بأن المخاطرة لابد ان تكون مدروسة ومسبوقة بخطة، بمعنى لا يمكن ان اخاطر وانا ليست لدي رؤية واضحة لما اريد ان اصل اليه، فهنا كأن الشخص يذهب بصعد التلة ولا يعلم نهايتها، لذلك لا يصلح ذلك.

شخصيا، احب المغامرة والمخاطرة في حياتي، ولكن قبل ان اخوضها اقوم بدراسة المشروع وبعدها اخاطر لبداية فيه ولكن على الاقل اكون لدي دراية به، ربما قد تتحول من مخاطرة الى فرصة لابد من استغلالها.

في مفهوم المخاطرة يوجد ثلاث نقط أحب أن أشير إليهم:

أولا: الإقدام أو العزوف على مشاريع أو استثمارات عالية المخاطرة، يتعلق بشخصية وثقافة الأشخاص أو ما يعرف ب risk appetite، الذي يعكس مستوى المخاطرة المقبول من طرف المؤسسة، مما يعني أن قبول المخاطر يختلف بحسب الاشخاص والمؤسسات.فبعض الأشخاص بطبيعتهم risk averse، لا يحبون المخاطر.

ثانيا بعض المخاطر يمكن تجنبها أو تقليل من حدتها أو خفض احتمال وقوعها وذلك عن طريق استراتيجيات إدارة المخاطر ، إذن لا يجب النظر إلى المخاطر بأنها عقبة تمنع التحرك، بل تحدي يمكن وضع استراتيجيات لتجاوزها.

ثالثا كما توجد مخاطر، توجد فرص، وكما يجب التقليل من المخاطر يجب السعي لحدوث فرص. كلمة مخاطر باللغة الأجنبية هي risk، ويقال أنهما مأخوذة عن الكلمة العربية رزق، فالرزق على الله ويجب السعي.

الأمر يقتصر بالنسبة إليّ على العديد من الجوانب في الآن نفسه، فالمخاطرة تعتمد على تحليلنا العام للموقف، ذلك من حيث حجم المخاطرة والظروف المحيطة وحجم الخسائر المحتملة وكم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا قبل اتخاذ خطوة بهذه المخاطرة، وغيرهم من المعايير التي لا نستطيع التصرّف إلّا من خلالها. الأمر في رأيي على الرغم من أنه يبدو عشوائيًا، أو يبدو في بعض الأحيان معتمدًا على المصادفة، فهو في نهاية المطاف ليس سوى ترجمة عملية لتخطيط استراتيجي متقن، وبالتالي فهو يعتمد على دقة تحليلنا للموقف وللظروف المحيطة.

ريادة الأعمال فهي تتمحور حول تقديم الخدمات

سواء الخدمات المادية او الفكرية او المعنوية