مَن مِنا لا يتمنى أن تكون التقنيات الرقمية من نصيب عالمنا العربي، اكتشافًا واختراعًا وتنمية مستدامة. جميعنا يتحسر على واقعنا الذي أصبحنا فيه مجرد مستهلكين وتابعين وتخلو بلادنا من الابتكارات.

في العام الماضي احتلت شركة "أبل" المرتبة الأولى عالميا باعتبارها الشركة الأكثر ابتكارًا من بين 50 شركة عالمية، وبينما على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد صنفت (BCG) في تقرير آخر الشركات الأكثر ابتكارًا، وجاءت شركات عربية في المراتب الأولى، هي: أرامكو السعودية، وطيران الإمارات، وسابك.

ونحن نتابع هذه التقارير نتساءل: هل الابتكار عقيدة إدارية أم وظيفة اختصاصية؟ فان كان عقيدة إدارية! فهل لدينا مراكز الأبحاث التي تجعل الابتكار متأصلاً في الشركات كعقيدة إدارية؟

وكأنكم أراكم تهزون برؤوسكم وتتحفزون للكتابة لتقولوا أن وضع شركاتنا العربية وفي غالبها تخلو هياكلها التنظيمية من إدارات معنية بالابتكار أو الأبحاث والتطوير.

وفي حقيقة الأمر فإنني مثلكم أتساءل عن حجم الموازنات التي تخصص للأبحاث والتطوير لتوليد الأفكار الخلاقة، وتحويلها إلى منتجات أو خدمات جديدة، تمنح الشركات القدرة على مواصلة النمو ومواكبة التغييرات في السوق.

 وحين يقول المفكر الإداري ستيفن كوفي "إذا لم يكن لديك مزارع، فلن يكون لديك حديقة"،  فأرد عليه بأن لدينا في بلادنا العربية الآلاف من العقول المبدعة ولكن كثير منها يهاجر، فهجرة النوابغ هزيمة للابتكار في بلادنا. فهؤلاء لا يجدون أبسط مقومات البيئة الجاذبة للإبداع، لذلك ننبهر بإبداعاتهم وابتكاراتهم في بلاد المهجر، وتقدم لهم الإمكانيات والحوافز ولكن من هو المستفيد الأكبر!؟

والان دعونا نفكر معا: كيف يمكن أن تزهر شركاتنا بالابتكار والإبداع وتسجل قصص نجاح وتنافس عالمي وما الذي يمنعها؟