هل الدورات الonline الخاصة بمجال ريادة الأعمال مجدية؟

ميزة الدورة المدفوعة ليست المعلومات أو التدريبات وإما المقابلة وجها لوجه مع المدرب، سواء في الحقيقة أو في زووم، بعض الأشخاص لا يمكنه التعلم من الكتب أو حتى من الفيديوهات يجب أن يشعروا بنوع من الترابط الفعلي واللحظي، مثلا يفضلون المشاركة في النقاش أثناء الشرح وليس فقط كتابة سؤال في هيئة كومنت في الفيديوهات.

من ناحية أخرى قد تأتي الدورات بامتيازات لهؤلاء المتدربين، أحيانا، قد تكون لهم فرص لعرض أفكار مشاريعهم على الشركة، مما يسهل عملية التمويل إن وحدت، بعكس الشخص الغريب الذي يرغب في تقديم فكرته، من النهاية سيكون معروفا لدى الشركة، هذه الميزة وحدها كفيلة بأخذ الدورة بغض النظر عن الاستفادة منها نفسها.

قبل 3 أيام تقريبًا كان لدي لقاء مع أحد الأخصائين في مجال التسويق عبر زووم، تبادلنا في أطراف الحديث عن الدورات،

هذا الشخص كان يسعى دائمًا للحصول على الدورات بشكل مستمر في مجاله وذلك للتطوير من نفسه، تطرق إلى عدة مواقع تقدم دورات في عدة مجالات، لكن ما لفت انتباهي حقًا هو أنه يفضل أخذ الدورات المدفوعة الثمن، فهو يعتقد بأن من يقدم دورات مجانية قد لا يعطي كامل المعلومات في هذا المجال، على العكس من المدفوعة الثمن والتي يحرص فيها مقدمي الدورات على بذل جهد كبير للمتدربين وأتفق معه في ذلك.

لو تحدثنا عن الحصول على دورات في مجال ريادة الأعمال فأنا أؤيد ذلك وخاصة المدفوعة الثمن، فبرأيي الفكرة تكمن في من هم الأشخاص الذين سيقدمون الدورات؟ هل حقًا هم متخصصين في ذلك ولديهم الخبرة الواسعة في توصيل المعرفة للمتدربين سواء كان أون لاين أو في مؤسسات معينة!

حتى الدورات المجانية لا بأس بها، ربما يخرج منها المتدرب بمعرفة جيدة حول أساسيات ريادة الأعمال والابتكار وأساسيات حول كيفية بناء مشروع خاص أو شركة وما إلى ذلك.

أما لو تحدثنا عن الكتب الخاصة في ريادة الأعمال هي أعم وأشمل من الدورات سواء التي كانت مدفوعة أو لا، ولكن دعيني أعترف بأن هناك من يفضل تلقي دورات على الكتب.

خلاصة الموضوع أن الدورات المدفوعة أو المجانية أو الكتب تقدم فائدة للمتدرب ولكن بدرجات متفاوتة، فمثلًا بالنسبة لي الكتب ثم الدورات المدفوعة ثم الدورات المجانية.

بالتأكيد يمكن للدورات التدريبية أن تكون مفيدة، فهي مصدر للتعلم مثلها مثل الكتب والدورات الحضورية، لكن يجب الانتباه إلى تاريخ الجهة المعدة للدورة، فهناك جهات ذات خبرة وعلم ومعرفة في المجال مثل الحاضنات الشهيرة، وهناك أشخاص يملكون خبرة محدودة في المجال، لكنهم يرغبون في استغلال الأشخاص المتحمسين للتعلم ودخول المجال.

هل الأمر مختلف عن الدورات التدريبية الاستشارية المتوفرة في الكتب أو عبر الإنترنت؟ 

غالبا ما توفر مثل هذه الدورات فرصة الاحتكاك مع اشخاص من المجال، وبالتالي فهي تفيد الشخص في أكثر من تلقي المعلومات، بل تساعده على التعرف وبناء علاقات جديدة مع أشخاص في نفس المجال، وهو امر قد يحتاجه في وقت لاحق بعد اطلاق أعماله.

هل الدورات المدفوعة الأجر أفضل من تلك المجانية التي يتم الإعلان عنها؟

غالبا ما تكون الدورات المدفوعة أغنى بالمعلومات، ومعدة بطرق خاصة لتسهيل عملية التعليم.

ليس المهم أن يدفع المرء لأن يحصل على دورة، المهم أن يحظى بذلك المدى الذي يجعله ينجح فيما بعد.

كنت أعمل في إحدى المراكز التي تقدم دورة معينة، وقد كنت أعمل علاقات عامة فيها، وقد كان سعر الدورة هذه مبالغ به كثيراً، في ظل الاوضاع السيئة والفقر في غزة، وكنت أقول في نفسي من سيأتي ليسجل في هكذا دورة تعطى بسعر مرتفع كثيرا.

لكن ما أن نقوم بوضع الدورة وبرنامجها، وتفعيلها على مواقع التواصل، وعمل إعلانات عنها، حتى يأتي الشباب ويسجلون بها.

وقد كنت أستمع للدورة هذه بشكل مجاني، وكان إيهام الشباب بالربح السريع، بشكل مبالغ فيه، وشعرت بعد فترة أن الموضوع فقط تجارة وكسب مادي، ليس إلا، وأعتقد أنني كما لم أستفيد قيد أنملة من الدورة التي أعيدت أمامي أكثر من مرة، لن يستفيد منها أحد من الشباب الذين دفعوا تلك المبالغ!

هناك تهويل كبير في الإعلانات، وأعتقد أن بعض المراكز الشبابية تعتمد رفع السعر ليشعر الشخص أن الدورة ذات قيمة جيدة، وستقدم له ما يحلم به.

ولكن على النقيض.. هذه مجرد تجارة.

كما أيضا.. كنا نبحث عن محاضر يأخذ سعر زهيد، أي هذا يعني أن مقدم الدورة قد يكون مبتدئ، أو غير مؤهل بشكل كامل.

وقد شعرت بالملل في كل محاضرة، وبعض الشباب قد ترك الدورة ولم يعطى أمواله.

الحمد لله لقد تركت هكذا عمل.

عادة ما ابحث عن دورات on line في مجالي أو مجالات قد تفيدني ويمكن أن استفيد منها من خلال دورات غير وجاهية اي عبر الإنترنت وذلك ما فرضه علينا

اولا: التسارع الالكتروني الكبير في شتي المجالات فاستخدام الزوم اختصر وقت وجهد وقد يكون مال أيضا بالإضافة بأن التقنيات الحديثة لدورات أو محاضرات مثلا تحتاج من يديرها بشكل جيد من حيث النظام والمشاركة والنقاش . واظن أن هذه الأمور تفرق بين دورة مدفوعة الأجر ودورة مجانية.

ثانيا : إن العامل التاني لتوجهنا لاستخدام الحاسوب وتقنياته الحديثة لدورات والتدريب وغيرها هو أزمة الكورونا التي اجتاحت العالم.

من وجهة نظري الخاصة أري أن العمل بشكل متوازن بين الدورات والتدريبات ما بين الوجاهي وما بين الزوم لأني أظن أن التعرف على الأفراد وميولهم وتوجهاتهم يساعد على نجاح إيصال المعرفة للمستفيد أو المتلقي. كما أنه يزيد من دافعية المتلقي.