إن العصر الذي نعيشه لا يدعى عصر البيانات أو عصر المعلومات بدون سبب، فنحن أمام طفرة تكنولوجية لم يسبق لها أن ظهرت في أي فترة من فترات الحضارة البشرية. لم يسبق لذلك التداخل الثقافي الحالي أن يحدث، ولم نجد في التاريخ البشري أي أحداث سابقة تمثل ما نعاصره اليوم من تساريع معلوماتي وحرب قائمة على البيانات. إنها ثقافة العصر الحالي، وثروته، والوقود الذي نشأت الحرب الحديثة تصارعًا عليه.

تمثّل البيانات واحدة من أكبر الثروات قيمةً وأهميةً، ويشير جميع روّاد الأعمال إلى أن مالك القدر الأكبر من البيانات هو الذي يتاح له أكبر قدر من الفرص على أرض الواقع. لكن الحقيقية ليس هكذا دائمًا، فمالك القدر الأكبر من البيانات لن يستطيع التصرّف في إطارها وتحديد الاختيارات الصحيحة من دون أن يحلّل تلك البيانات كي يخرج بالمعلومة المناسبة في ذلك السياق.

كيف يحصل رواد الأعمال على البيانات؟

بالرغم من كوني غير متخصص، فإنني قد صادفت العديد من المقالات التي تناولت مسألة تجارة البيانات بشكل موسع، وقد استنتجت أن العديد من الخطوط التجارية تنشأ بين مختلف الشركات لشراء تلك البيانات، حيث يتم جمع البيانات اللازمة عن تجربة المستخدمين عبر المنصات المختلفة من خلال أجهزتهم الإلكترونية كالهواتف النقالة والحواسيب، والتي تحمل في داخلها كل السلوكيات العامة للمستخدم أثناء رحلته عبر شبكة الإنترنت.

من هنا تبدأ رحلة جمع البيانات، والتي يتم اصطيادها من قبل المنصات المختلفة التي يتعامل معها المستخدم، والجدير بالذكر في هذه المرحلة هو أنها تمثل الخطوة الأهم في عالم تجارة البيانات، حيث تمتلك المنصة من هذه الخطوة كل البيانات المتعلقة بتجربة المستخدم، والتي تتجه بعض المواقع والمنصات والتطبيقات إلى بيعها بمبالغ طائلة، حيث يتهافت المشترين على شراء التطبيق ككل مثلما حدث مع تطبيق صراحة الشهير، أو تحاول شركة التطبيق أو الموقع نفسها الاستفادة من ذلك القدر من البيانات، مثل شركة فيسبوك التي تبيع تجربتها الإعلانية من خلال شركتها بدلًا من بيع البيانات نفسها، ويعود ذلك عليها بمبالغ لا تضاهى.

تبعًا لما سبق أود منكم طرح الأفكار حول أهمية تحليل البيانات وجمعها لإنجاح المشاريع الكبيرة والصغيرة، والمشاركة برأيكم حول أمثلة لدور تحليل البيانات في عالم ريادة الأعمال.