هل الاستغلال امر مقبول؟

تمهل.. لا تجاوب الآن.

تخيّل أنك تائه في الصحراء، تشعر بالعطش، ظمآن، وقابلت مركز تجاري " مول" في وسط الصحراء، فقط تخيل، تهرول للدخول، لكنك تفاجئ ب" أستاذ أحمد " موظف أمن البوابة، يمنعك من الدخول بدون كمامة، نعم هو فعل ذلك، فقط تخيل. تضع يدك في سترتك لتنصدم بأنك أسقطتها على بعد ٩٥٢ ميل من مكانك الحالي، نعم ٩٥٢ بالضبط، تخيل، تخبره مالحل! أنا عطشان يا أخي! يجاوبك بأن الأمر سهل، ف"سمير"، وهو بائع متجول، يقف أمامك بكمامات للبيع، إبتع واحدة. تقابل " سمير"، كمامة واحدة يا " أبو سمرة" سلمت يداك؟ كم؟ ١٠ دولار للكمامة، اللقاح أرخص! ينظر إليك بكل ثقة " تستطيع الشراء من غيري يا أستاذ"، في الصحراء يا سمير؟ في الصحراء يا أستاذ.

هذا استغلال صريح لحالتك! أعلم، لكن لا ماء بدون " سمير"، تخيل أنه كان مريضًا ولم يحضر اليوم، ستعود ٩٥٢ ميل، وهذا إن وجدتها أصلًا! شكرًا " سمير".

لا أعلم ماذا ستفعل، لكني سأبتاع واحدة وأشكره، فأنا أظن أن الاستغلال غير مقبول أخلاقيًا، لكنه ضروري ومهم. في بعض الحالات الاستغلال هو المنقذ الوحيد، فالمقابل ليس هو مقياس الحكم فقط، فالخدمة، الظروف، النتيجة والأهداف حتى تؤثر كمقياس لحكمنا.

لنعيد سؤالنا الآن، هل الاستغلال أمر مقبول ؟