هل فكرت في لحظة أن إستهلاك الفرد زاد كثيراً في أيامنا هذه؟!
إنه أسلوب الفرد في التسوق، فنجد أنه مع مرور السنوات تغيرت لدى الأفراد ثقافة التسوق بصورة كبيرة فمثلاً: نجد أن عام 1400 تم اختراع فكرة البقالة وكانت مساحتها 64متر مربع فقط، عام 1900 أصبحت أكبر ووصلت ل900 متر، وبسبب عدم تغطية احتياجات المستهلك أصبحت المساحة 4000 متر مربع في عام 1930م ثم تزايد الاستهلاك وأخترعوا في السعينيات الهايبر ماركت بمساحة 20000 متر مربع، وكل ذلك بغاية تلبية احتياجات الفرد من الاستهلاك.
وكلما زادت الخيارات زاد استهلاك الأفراد بصورة أكبر، فهناك إحصائية امريكية قاست متوسط قضاء الفرد في السوبر ماركت في حياته في الاربعينيات كان المتوسط هو عام واحد فقط، وبعد حساب متوسط قضاء الفرد في التسوق عام 2013 كان 4 سنوات ، بمعنى أنه تضاعف 4 مرات مع مرور الزمن.
وذلك بسبب زيادة الاستهلاك وكثرة أنواع المنتجات وتعدد الخيارات المتاحة أمام الفرد.
وأيضاً لا ننسى الوضع الحالي في المناسبات والأعياد ، فمثلاً الان نحتفل بمناسبة يوم الأم فنجد أن جميع المحال التجارية والأسواق تقدم العروض والتخفيضات للمستهلكين للحصول على المنتجات بأسعار مخفضة.
وأيضاً اقتربنا من شهر رمضان المبارك، ونلاحظ كلما اقترب الوقت بكثرة الأسواق وتعدد المنتجات وإزدحام الأماكن بصورة كبيرة سعياً منهم للحصول على احتياجاتهم من البضائع والمنتجات.
لكن هل فكرنا في يوم ما لماذا التجار والبائعين يقومون بتخفيض سعر المنتجات بهذه الصورة ؟ وكيف سيربحون في حالة العروض والتخفيضات التي تصل لغاية 50% من السعر الاصلي؟
الحل بسيط ، وما هو الا خدعة يستخدمها أصحاب المحال والتجار بصورة عامة، فهم يقومون برفع السعر قبل مواعيد المناسبات فالأشخاص يجدون أنفسهم عاجزين عن شراء السلعة في مقابل الأسعار المرتفعة، ولكن عندما يحين موعد المناسبة (موعد التخفيض) يجدون أنفسهم أمام أسعار منافسة وتعتبر خيالية بالنسبة لما كان معروض من قبل ، فيتجهون بصورة تامة للطلب والشراء بدون تفكير ، ضناً منهم أنهم وفروا قيمة المنتج لأكثر من النصف.
أي أننا نتعرض لخدعة ونحن لا نعتبر سوى دمية يقوم بتحريكنا الاقتصاد بصورة مستمرة، بسبب استهلاكنا العشوائي وسلوكنا الانساني المحب للتجربة والتغيير بصورة مستمرة.
التعليقات