مرحبًا،
إذا تصفحت أي قناة على يوتيوب ستجد أن غالبية اليوتيوبرز العرب يشتكون من مشاكل قلة الدعم، أو استخدام إضافة (مانع الإعلانات) على المتصفح. في حين أنهم (يستنزفون وقتهم) في صناعة محتوى قيّم مفيد. بدأ من البحث ثم الكتابة وثم التصوير ثم مرحلة المونتاج. لدينا قنوات عربية كبيرة توقفت تمامًا على يوتيوب بسبب عدم جدوى العائد المادي.
تحدثت عن قنوات اليوتيوب كمثال وإلا السوق كبير ويشمل كل صُناع المحتوى من كتاب، ومصممين، ومبرمجين، ومخرجين أفلام، وحتى المؤدين الصوتيين وغيرهم ممن ينتجون محتوى.
يقوم بعض اليوتيوبرز بوضع روابط الدعم من خلال خدمة باتريون Patreon، وهي خدمة تسمح للمعجبين بدعمك بمبلغ شهري محدد، سواء دولار أو عشرة أو أكثر. - بعض اليوتيوبرز في الغرب يجني مئات الآلاف من هذا الدعم - ويخصص محتوى معين لأصحاب الدعم ومحتوى للمستخدم العادي.
مشكلة باتريون Patreon في المنطقة العربية، هناك دول تقوم بحضره، هناك دول تمنع وجوده، هناك دول تعامله معاملة جمع الأموال بطريقة غير نظامية أو مشبوهه.
شركة عربية في مجال التمويل الجماعي لصناع المحتوى
مع طفرة الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية في - السعودية، مصر، الإمارات - أعتقد أنه من المجدي أن نرى بديل عربي لخدمة باتريون Patreon، التي تعتبر شكل من أشكال التمويل الجماعي (Crowdfunding)بحيث يمكن لهذه الشركة أن تقدم خدماتها للملايين من المبدعين العرب في كافة المجالات. لن تواجه الشركة العربية أي مشاكل في أسواق السعودية مصر والإمارات وربما الأردن، لأن هذه الدول قامت بتحديث سياساتها في مجال (الشركات المالية) ولديها شركات تعمل الآن في هذا المجال.
وبحكم خبرتي في سوق المستقلين، أجزم لك أن هذه هي أهم أربعة أسواق في منطقتنا، وهذا لا يعني أن تغفل البقية، لكن البداية مع هذه الأسواق لن تواجه أي ممانعة. ويمكنك الإنطلاق للأسواق الأخرى بثبات وثقة.
اليوتيوبرز العرب
يشكل اليوتيوب في السعودية أهم قناة ترفيه، وتعتبر السعودية البلد الأول في العالم استخدامًا ليوتيوب. ومع الحجم الهائل والطلب العالي على مشاهدة قنوات اليوتيوب، يبرز سؤال مُلح؛ لماذا لا يتم تحويل هذه القنوات المليونية إلى مصادر دخل. بالتأكيد هو يجنون الآن الملايين. لكن أعني دعم القنوات القيمة التي لا تلقى رواجًا لكن محتواها قيّم. لو تصفحت يوتيوب ستجد أن محتوى الأطفال هو الأول وهذه القنوات يجني الأموال وليست في حاجة لمصادر دخل جديدة.!
ما أعنيه هو قنوات البودكاست الجديدة، وقنوات مراجعة الكتب، وقنوات شرح التطبيقات، وقنوات السفر، والثقافة، والحضارات. والرياضه، وغيرها .. كل هؤلاء لديهم محتوى قيّم لكن المقابل غالبًا (صفر). ماذا لو قدم 1000 مشترك فقط 2 دولار، سيكون لديك 2000 دولار عائد يقابل جزء من تعبك.
بعض القنوات لديها مئات الألوف من المشتركين لكنها تفتقد لطريقة سهلة وبسيطة وسريعة للربط بينهم.
دعم صناعة المحتوى في مجالات أخرى
اليوم لدينا طبلة أسمها (دعم المحتوى العربي) الكل يطرق عليها الألحان لكنه لا يقدم شيء فعلي للمحتوى العربي :)
يمكن لهذا الإجراء البسيط أن يقوم بدعم صناعة المحتوى العربي، وخلق تنافسية قوية. لن يبحث صناع المحتوى عن المعلنيين ولن يكونوا تحت رحمة سياسة المعلن. لديهم قائمة من الممولين الأوفياء. وهنا تتضح قوة التمويل الجماعي.
تغذية فكرة (المحتوى ليس مجاني، ولن يبقى هكذا)
يجب أن نقوم بترسيخ هذه القاعدة في أذهان المستهلكين، لا يوجد محتوى مجاني. وكما تقول القاعدة الاقتصادية الكلاسيكية (لايوجد غداء مجاني)، إما تدفع مقابل له، أو تدفع كداعم له، أو تشاهد سيل من الإعلانات المزعجة.
*أو تستخدم مانع للإعلانات لأنك مستهلك (كسول) ولم تنتج أي شيء في حياتك :)
نهضة معرفية
في حال أطلقت شركة هكذا، ستجد أن الناس تتحرك طواعية والكل يبحث عن التأييد، سيقول أحدهم أنا سأكتب مراجعة لتاريخ الفتوحات الإسلامية على هيئة كتاب صوتي أدعموني، وتجد آخر يجمع الداعمين حول فكرة تطوير محتوى علمي، وتجد ثالث أطلق قناة عن الذكاء الصناعي .. وهكذا تكون قد كسبت المال، ودعمت المحتوى، وبنيت ثقافة.
أنا لست رأسمالي؛ لكني شاركت في كل المبادرات العربية في مجال المحتوى ولم أجد لها أي نفع أو أثر. لأنها كانت مجانية، وقتية. (نعم كل مبادرات المحتوى التي وقفت خلفها الحكومات العربية في السعودية ومصر والإمارات والأردن وغيرهم) شاركت وكنت مبادر. لكن فجأة يتوقف كل شيء.
لكن بطريقة النموذج التجاري الربحي، لن يتوقف شيء وسوف يستمر العمل.
شركات عربية مالية تم التضييق عليها
من لدية معلومات عن شركات سابقة مثل (كاش يو) يعلم حجم التضييق الذي حصل للشركة مما دفعها للتعثر، وتم حضرها في بعض الدول العربية، صحيح أنها تقدم خدمات مالية تعتبر عظيمة (في وقتها) ولم يكن السوق مستعد لها، ولم يكت المشرع الحكومي العربي مرتاح لها. أو لنقل (لم يفهمها). لذلك واجهت الكثير من التحديات.
اليوم نحن نعيش في مجال واسع من خيارات الدفع، شركات الإتصالات في الوطن العربي بدأت تقدم خيارات الدفع لخدمات الإنترنت مثل اشتراكات نتفلكس أو ألعاب الفيديو أو حتى شراء التطبيقات من متجر تطبيقات آبل وقوقل. علاوة على ذلك كله شهدنا في السعودية رغبة مُلحة من الحكومة في دعم الشركات المالية - وصلت التراخيص حتى الآن إلى أكثر من 60 شركة مالية - تتنوع خدماتها بين الدفع وتحويل الأموال والسحب وتسديد الخدمات وغيرها.
في مصر والإمارات أيضا أتابع نهضة الشركات المالية وأثق بأن المشاريع والواعدة ستكون من كل البلاد العربية.
هذه النهضة الجماعية التي نشهدها حاليًا تحفز على إطلاق بديل عربي يمكن للشركة أن - تدخل في تغطية كافة الوطن العربي -
أنا فقط متفائل وأفكر بصوتِ عال معكم، من يشاركني أو يعارضني مرحبًا بالجميع
التعليقات