تستوقفني الكثير من الحكايات بين المارة على الأرصفة، كلما ابتعدت والا رأيت نفسي صغيرة فوق هذه الرقعة، تكبر المشاكل بداخلي وفي أول لقاء مع سيدة مسنة أو شيخ أخد منه العمر كل شيء ولم يترك له إلا وسادة بالية متسخة وجلباب بالكاد يستر جزء من جسده، أجد نفسي أنانية وانني مجرد رقم في إحصاء عام،تتغير فيه الشفرات والأصفاركل يوم وكيف لي أن أكون انسانا؟ وأنا لا أستطيع أن أغير من خريطة الدموع وتجاعيد الحسرة، لمن يبيتون في الأنين ويظلون في الوجع.

أيكفي أن آ كل وأشرب وألبس وأنام دون ألم كي أسمى انسان؟

ماذا لو تم افراغ عقل الإنسان من ذلك الجزء،المتحكم في جنون العظمة ويتساوى الكل في التفكير بالغير؟، العيش السوي يصير ملاذ كل كائن بشري يتقاسم معنا نفس الهواء، الذي علمنا في أيامنا الأخيرة أنه أثمن من كنوز الدنيا ومن أجله أعلن الحداد دون أجل محددعلى أرواح تتساقط يوميا مثل أوراق الخريف.

الحياة تعلمنا البديل كي نحس بالسعادة وتعطينا الفرص كي نعود إلى البداية ونتصالح مع أنفسنا ومع الآخرين وما الفائدة من امتلاك كل شيء فيها وعدم امتلاك القلوب؟.أي تأشيرة ستسمح للإحساس بالطمأنينة إن لم يكن الجواز موثق فيه ختم المحبة للغير والايخاء في التعامل،بعيدا عن المصلحة والركوب على العوز من أجل الوصول إلى امتلاك براءة الخير المشروطة بلقطة الصورة؟

الحالة الكارثية للنفوس في نسب كل خير لها وكل شر للشيطان تستدعي اعادة ترتيب الملفات داخل بيوتنا قبل حارتنا ومدننا ووطننا.التربية على القيم والمحبة تبدأ من رقم واحد وهو الابن والابنة. مادام هناك وازع ديني معتدل في بناء أسس المجتمع المتفتح عن المجتمعات الأخرى، فهناك أمل في انقاد الأجيال القادمة من براثين التطرف والالحاد،فهما معا يسعيان إلى تفكيك الأسرة ونشر الفتن بين الأفراد داخلها وامتداد ذلك التفكك إلى المجتمع ككل.