أجمل نظرة في العالم!

شكراً على مشاركتك أخي العزيز معتز. أرجو لك مزيداً من السعادة والنجاح في كل مناحي حياتك.

أعتقد يا علي أننا نملك أزاراً نضغط عليها، وإلا لما كنتُ حيث أنا اليوم، بل لوجدتني شخصاً منهزماً فاقداً أي أمل في الحياة.

الأفكار والمشاعر تأتي وتروح، وليس باستطاعتنا حجبها لأن ما تقاومه يظهر بألف شكل وصورة أخرى لينغص عيشك. لكن يمكننا توجيه تلك الأفكار والمشاعر بما يخدم حياتنا وأغراضنا. حين نتعلم كيفية السيطرة على العقل وتوجيه العاطفة ومراقبة عالمنا الداخلي، بدلاً من أن نظل لعبة بأيدي برمجتنا السلبية؛ نصبح قادرين على تغيير المسار.

الثقة بالنفس تعززها الإنجازات وبعض العوامل الخارجية، لكن من لا يملك ثقة داخلية دون اعتماد على الخارج لن يقنعه إنجاز، ولن يرضيه نجاح. أشياء كثيرة في حياتنا تبدأ من الداخل، وهذا ليس كلاماً مثالياً بل حقيقة تجسد نفسها لمن يفهم المعادلة الصحيحة: وهي أن الكثير من الأمور تبدأ من دواخلنا وليس العكس. ناهيك أن من لا يثق بنفسه قبل رؤية النتائج على أرض الواقع، لن يحقق شيئاً غالباً، وإن حقق إنجازاً كبيراً كان أم صغيراً سيسفهه ويعود ليدور في نفس الحلقة المفرغة (عدم الثقة بالنفس)، لأنه انطلق أساساً من قاعدة خاطئة، وأساس ضعيف.

القرار الذاتي، والفهم العميق، والمعرفة المتراكمة، وتغيير المفاهيم الداخلية التي تعمل ضدنا، إلى جانب إدراك أننا لسنا ضحية الظروف الخارجية، مع تبني مفاهيم ومعتقدات داعمة؛ هو نقطة البداية نحو إحداث تغيير حقيقي.

هناك أيضاً موضوع الرضا والقناعة، ولا أقصد بذلك قلة الطموح أو انعدامه، بل مباركة نجاحاتنا مهما كانت صغيرة، بدلاً من تهميش أي إنجاز كما يفعل الكثيرون، مع التطلع إلى مزيد من الإنجازات بصورة دائمة حتى نتقدم باستمرار. من لا يقنع بأي نجاح أو إنجاز سيعاني دائماً وأبداً من الضغط النفسي والكآبة والإحباط.

أعتقد أن معالجة الضغوط النفسية تبدأ من الداخل، من مصدر تلك الضغوط، لا من آثارها الجانبية. تماماً مثلما يفضل أن تعالج سبب المرض لا أعراضه كما تفعل كثير من الأدوية الطبية التي تعالج الأعراض لا الأسباب؛ ينبغي أن تعالج الأسباب الداخلية المؤدية لتلك الضغوط، وعلى رأسها المفاهيم والمعتقدات الداخلية.

هذا لا يعني عدم إيجاد حلول لتخفيف هذه الضغوط، بل يمكن العمل على الداخل والخارج معاً. لكن لنفترض أن هناك ضغوطاً خارجة عن إرادة الشخص خلال فترة محددة من حياته تبعاً لظروف معينة، فهل الحل هو الاستسلام لهذه الضغوط، والسماح لها بالسيطرة عليه؟! بالتأكيد لا. الأفضل هو تقبل الواقع الراهن، وتغيير أي مفاهيم داخلية تسبب الضغط من أساسه أو زيادته، وعدم الانجرار خلف الأفكار والمشاعر الآلية من خلال مراقبة أفكارنا ومشاعرنا بصورة يومية (لأن أغلبنا يفكرون ويشعرون بوتيرة أوتوماتيكية لاواعية). بهذه الطريقة قد نصل إلى مرحلة (بعد مدة، وليس في يوم وليلة) نشعر بعدها أن جزءاً لا بأس به من تلك الضغوط، إن لم يكن معظمها أو كلها، مجرد ضغط ذهني زائف، ومعتقدات داخلية غير صحية، بيدنا السيطرة عليها وتوجيهها لما فيه سعادتنا ورضانا ونجاحنا.

كل ما ذكرته في هذا التعقيب عن تجربة شخصية خالصة، ولو أن الحديث يطول.

عندما يكون الوقت مناسباً، سأطرح موضوعاً شاملاً حول ما حققته في أكثر من صعيد.

أشكرك على المشاركة، ويسعدني أن الموضوع لمس شيئاً بداخلك.