ربما أن أكثر المفاهيم انتشارًا على الإطلاق في عملية التعلم هو مفهوم "أساليب التعلم – Learning Styles". وفي الحقيقة أستطيع أن أتفهم شعور من ينجرفون وراء هذا المفهوم على الرغم من وجود العديد من الأدلة على عدم صحته. لقد كان هذا نفس شعوري عندما رأيت هذه الفرضية للوهلة الأولى، فكم أتمنى لو أكون شخصًا بصريًا وتقدم لي كل المعلومات وأتعلم كل شيء عن طريق الرسم والأشياء الجميلة.

لمن لا يعرف، فإن فكرة الـ Learning styles هي أن هنالك أسلوب مفضّل لكل شخص في التعلم، وبالتالي يتبع هذا أسلوب مفضل في التدريس. إلى الآن، لا يوجد أي دليل علمي على صحة هذه الفرضية.

نشرت مجلة "The British Psychological Society" العلمية مقالًا بعنوان "مسمارًا آخرًا يُدَق في نعش أساليب التعلم". ولعل هذا العنوان يخبركم عن مدى معاناة المجتمع العلمي عن هذه الفكرة المنتشرة. يتحدث المقال عن أن حجة المناصرين لهذه النظرية لعدم وجود أدلة على هذه الفرضية أن أغلب التعلم يحدث خارج الفصل، لذلك لا يمكن قياسه بشكل دقيق. ومن هنا، قام باحثان من جامعة إنديانا بعمل بحث على مجموعة من الطلاب، قاموا بإعطائهم اختبار VARK المشهور لتحديد أسلوب التعليم المفضل لهم ثم قام الطلبة بالمذاكرة بأسلوب التعلم المفضل الخاص بهم.

والنتيجة أنه لم تكن هنالك علاقة بين اتباع أسلوب مفضل في المذاكرة على غيرها من الأساليب. في الواقع، كانت درجات بعض الطلاب أقل. هذا رابط المقال:

ما رأيكم في فرضية أساليب التعلم؟

من جانبي، أعتقد أن فكرة وجود الفروق الفردية بين الجميع هو أمر طبيعي جدًا. ولكن، أعتقد أننا دائمًا ما نخلق لأنفسنا صناديق نعيش بداخلها بحيث يكون من المريح جدًا رفض أية أفكار خارج هذا الصندوق بحجة أن "هذا أنا، أنتم لا تفهمونني جيدًا". هذه الصناديق تحد من فرصنا وما يمكن أن نحققه، وأتمنى للكل التخلص منها.