الطائرة التي لا طالما حلمت بها.. أدركت الآن أني على الهامش، سيارة الفورمولا وان التي وعدت طفلي الصغير بها أدركت الآن أني لن أحقق شيئا منها.. وعدته بتحقيق كلّ أحلامه وآماله... فالمسكين كلّما سال لعابه لاقتناء شيئ ما أضافه الى قائمة الأشياء التي سوف يشتريها هذا البطل عندما يكبر.. علّق آمال كبيرة علي هذا الصغير .. و كان يثق بي ثقة عمياء.. لكن.
لما كبر و أصبح أنا أدرك أن المال يشتري لكن الأحلام لا تفعل ! أدرك أنّ الحياة عبارة عن غابة لا مكان فيها للخرفان.. أدرك أن ليس كلّ من له شارب برجل وليس كل ذو لحية ببعيد عن النار.. وليس كل ما يلمع ذهبا. العالم يجري الى نهايته لكن العقول لازالت.. تائهة. سامحوني إن رأيتموني بلون غائم.. لأن هذا هو لوني عندما أغيب عن الوعي ولست ببعيد عن العقول العمياء.. جرعة الأمل الكاذبة تدفعك عاليا في السماء لتسقط على الأرض لينكسر عنقك.. هذا ما تعلّمته من كتاب حياتي ولم أتعلمه من علماء التغبية البشرية.
خطأ فادح ارتكبته في حق نفسي ولا أدري كيف ولماذا فعلت هذا.. فجأة قررت تجربة السقوط الحر بدون أي سابق انذار.. الأمر الذي جعلني مثلي مثل بقية البدونات المرمية في الشارع.. ولا أدري ان كنت سأبقى هكذا أم هناك أمل في .. تخطي الحفرة السادسة ؟
قالوا أنّ الانسان يتعلّم من أخطائه، والأخطاء تجعله أقوى وأذكى.. أعجبتني الفكرة.. فتبنيتها، تعمدت اسرافا الوقوع فيها لأني في النهاية سأصبح عبقري بشكل جنوني ان اتبعت هذا المنهاج.. لكن للأسف.. الحياة ليست بهذه البساطة.
كنت أمشي في الطريق كالعادة متأملا الأشياء من حولي.. كنت كذلك حتى استوقفتني حفرة.. ؟ دنوت منها.. فسحرني جمالها.. لا أعرف كيف لكن المهم سقطت فيها. بصعوبة خرجت.. قررت اعادة المحاولة في الغد.. مجددا لا أدري كيف وقعت فيها ... جن جنوني.. كيف لحفرة سافلة مثل هذه أن تفقدني وعيي..لكن كلّما اصل اليها يغيب عقلي عن الوعي.. افتح جناحي و اغمض عيني و وترى السيد يرفرف في الهواء.. تماما كالذي يتعاطى المخدرات لا يهتم ولا يبالي.. المهم أن يستمتع باللّعبة.. حتّى استفقت أخيرا من غيبوبتي وعدت الى المنزل ولم ازر تلك الحفرة لمدة عام كامل.. أعاد التاريخ نفسه وجدت نفسي أمامها الآن.. هل اغير الطريق أم اعيد الكرّة للمرة الأخيرة ؟
لم أعد أطيق كتب التنمية البشرية التي تعمل تجارب على عقول الجرذان والفئران وتقيسه على عقولنا.. عذرا يا من لا يستحق تسمية العلماء .. عقلي أسمى بكثير من عقول جرذانكم وعقلي معقّد جدا لدرجة أنكم لو اجتمعتم جميعا لما استطعتم فك لغز هذا المخلوق
- لا أدري من قال : من يخشى صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
في حياتي ما خشيت صعود الجبال لكن تمرّغت طويلا في هذه الحفر
- الضربة التي لا تقتلك تقويك
الضربة التي لا تقتلك تجعلك لا تحس بالألم مجددا ولا تحس بالندم.. ببساطة تجعلك أنا..
- الرصاصة التي تقتلك لن تسمع صوتها..
لم تقتلني هذه الرصاصة ولم تتركني اعيش بسلام.. اصابتني في الرجل.. في الكتف.. في المؤخرة.. و لا زال صوتها يدكدك ضلوعي
- يقول جاك ما : في سن العشرينات أخطأ... أخطأ... أخطأ
ويقول محمد صلى الله عليه وسلّم فيما معنى الحديث سوف تسأل عن شبابك فيما أبليته
- اعجبتني عبارة سمعتها : وراء كلّ رجل عظيم امرأة وأنا ورائي غولة
لست أتذمر ولست ضد هؤلاء لكن فقط أريد أن أرى الأشياء بوضوح
قصة الخمس حفر هي هذه لمن أراد أن لا يقع فيها مثلي :
وتقبلوا السلام من مجرّد هذا الشخص المجنون وعيد أضحى مبارك.
التعليقات