لا شك ان التعليم عملية صعبة وخاصا إذا كان المجتمع المحيط لا يقدر قيمة المتعلمين ، ويكون الميزان بمبدأ المادة ، هنا سيجد المتعلم نفسه في صراع بين الجوانب المادية والروحية ، سيجد امثلة لأناس لم يحصلوا إلا على قدر ضئيل من التعليم وبيدهم الملايين وآخرين اساتذة وعلماء يعيشون على اقل القليل ويسكنون شقق بالإيجار ، كيف لنا أن نحل تلك المعضلة ؟
هل تستطيع ان تتعلم بنفسك
برأيي أن التعليم وسيلة أضمن لتحقيق الثراء بشرط أن يكون علم مفيد، فلو لاحظنا المتعلمين سنجد شريحة كبيرة منهم تعيش مستورة الحال، ومن الأثرياء عددكبير من المتعلمين إيلون ماسك، جيف بيزوس، لكن غير المتعلمين أغلبهم يعانون الفاقة ولو نجح واحد وأثرى يكون هو الاستثناء، ولو فقد ثروته لن يجد طريق لإعادتها كما يفعل المتعلمون.
اختلف معك جورج التعليم الآن أصبح ليس ضمان للثراء. الاعتماد على التعليم وحده كطريق مضمون للثراء بنظري وهم. انا فى قريتي الكثير ممن لم يكملوا تعلمهم اصلا وأصبح أثرياء جدا أري الشباب اتجه للسفر إلى جنوب أفريقيا حتي من حصل على شهادة جامعية ترك وظفته وسافر إلى أفريقيا ليعملوا في بيع الأواني
لكن السفر والعمل بوظيفة نوع من التعلم، ويختلف عمن يخرج ليرقص على التيكتوك، فلو تم إغلاق التيكتوك سيفلس كل هؤلاء، بينما من سافر وتعلم التجارة وتعلم طلب الرزق في بلاد مختلفة سيتصرف أمام الشدائد.
لم أقصد التعليم الأكاديمي حصراً، لكن لو طبقنا المقولة كما يبدو منها سنجدها صحيحة، أكثر أثرياء العرب والعالم متعلمين جيداً: عائلة ساويرس تلقوا تعليم عالي المستوى، مارك زوكربرج خريج هارفرد، إيلون ماسك عبقري ولديه شهادات علمية، جيف بيزوس درس هناك هندسة كهربائية وعلوم الحاسوب، بيل جيتس هارفرد، وهكذا..
المعادلة اليوم تبدو ظالمة للمتعلمين. المجتمع يقيس النجاح بعدد الأصفار في الحساب البنكي لا بعدد الكتب التي قرأها الإنسان. ومع ذلك، العلم يمنح صاحبه ما لا تستطيع الأموال شراؤه كالوعي والفهم والقدرة على التأثير في حياة الآخرين. ربما المشكلة ليست في التعليم نفسه بل في منظومة التقدير التي نستخدمها للحكم على قيمة الإنسان.
هذه معضلة وجودية تؤرق كل صاحب فكر في زمن طغت فيه المادة، حيث يغدو الصراع بين جلال العلم وبهرج المال امرا واقعا.
التساؤل العميق هنا هو أن فشل المتعلم في تحقيق الثراء هو فشل للعلم ذاته، ام هو قصور في منظومة ربط المعرفة بالاقتصاد؟
لنتأمل فكرة ان قيمة العلم لا تقاس بالرصيد المصرفي للعالم، بل بحجم الاثر الذي يحدثه في حياة الناس.
أعتقد أنه من الضروري ايجاد اليات جديدة تمكن المتعلم من تحويل معارفه الى قيمة مادية مستدامة.
كما يجب ان نعيد النظر في مسؤولية المجتمع تجاه علمائه، ولا يكتفي بالثناء دون التمكين المادي.
هذا التباين يحتّم علينا البحث عن جسر يجمع بين نور الفكر وضرورة الاكتفاء المعيشي.
التعليقات