لا بد وأننا جميعًا تمنينا لو توفرت أشياء معينة أو فرص ما أثناء مراحل تعليمنا المختلفة، وكانت لتترك عظيم الأثر على مستقبلنا وحياتنا وناتج تحصلينا الدراسي، أنا مثلا أردت التركيز أكثر على الأنشطة والهوايات الإبداعية بدلا من التركيز فقط على المواد الدراسية التقليدية لأنها لم تكن ترضي كامل شغفي أو تفرغ كامل طاقتي على الأقل بالطريقة الرتيبة التي كانت تُدرس بها. فتخيلوا معي أننا عدنا جميعًا طلبة وفي يدنا تغيير أو إضافة ما نريد، ما الذي كنتم تودوا إضافته؟
ماذا كنت تود أن تتعلمه أو تتمنى أن يتم التركيز عليه في بيئة المدرسة ولم يتوفر ذلك؟
الاستقلال بوجهة نظري يمكن أن يبدأ بتعليم الأبناء مثلاً (ريادة الأعمال و التجارة من الصغر) إن كان لديهم حس أستثماري ، أما إن كان لديهم ذكاء متفوق وحب للرياضيات أو العلوم يمكن تعليمهم (البرمجة والذكاء الاصطناعي) أما إن كان لديهم حس إبداعي يمكن تعليمهم (التصميم وصناعة المحتوى) تلك المهارات في حال تعلمها من سن صغير 7 أو 8 سنوات سيصبح لديهم خبرة كافية بعمر 16 أو 18 عام (حيث توجد الكثير من الوظائف) الداعمة لتلك الفئة العمرية مع برامج تدريب مدفوعة الأجر في شركات كبرى تقتنص الموهوبين في تلك المجالات .. وهو ما يخلق لهم فرص عمل حقيقية واستقلالية عند الاختلاط المبكر بسوق العمل ومعرفة متطلباته كما أنه يمكن أن يكون لهم مشاريعم الخاصة في صناعة المحتوى لعرض مواهبهم .
أنا في السابق كنت مؤيدة لتخصيص التعليم منذ الصغر، بمعنى أن من يحب ويبدع في فرع معين فليكتفي بدراسته ويترك باقي الفروع والمجالات، ولكن ما فهمته عندما كبرت أن الإنسان لا بد أن يكون لديه بعض الأساسيات في مختلف العلوم والمجالات بالأخص أن كثير من العلوم متداخلة وتتكامل مع بعضها البعض، فحتى الموسيقى فيها بعض الجوانب الرياضية، لهذا يفضل التخصص أو الاستقلال في المرحلة الجامعية وحتى في هذه المرحلة ستجد أنه في السنوات الأولى قد يدرس الطالب مقررات تبدو وكأنها بعيدة عن مجاله ولكنها تخدمه، فطلبة كلية الفنون تدرس على سبيل المثال مقررات في الكيمياء في سنتهم الأولى.
هناك قاعدة أساسية أؤمن بها وأطبقها وهي : (أعرف كل حاجة عن حاجة وأعرف حاجة عن كل حاجة) وهو ما يعني أنني أفهم جداً ما تقوليه بل أطبقه على نفسي ، ولكن ما أقوله في المساهمة السابقة أن الأباء يوفروا لأبنائهم بيئة تعليمية (تختلف عن المنهج الدراسي) بيئة تتوافق مع ميول أطفالهم وشغفهم وموهبتهم [التي قد تتغير مع الوقت أو تتوسع ] لذا يمكن القول وبدون خطأ كبير أن مساعدة الطفل ليتعلم مبكراً شيئاً يتوافق مع شغفه وموهبته سواء كانت (تجارة أو صناعة أو فن أو علم) سيجعل هذا الطفل قادراً بالضرورة على التوسع أكثر في موهبته عندما يكبر أو يختار مجال يناسب شعفه الجديد لتدعمه خبراته السابقة فيما تعلمه وفي طرق التعلم الجاد نحو شغفه الجديد ويتلعم ويتوظف بشكل أسرع أو الحصول في أقل الأحوال فرص للتطور مقارنة بغيره.
ولكن ما فهمته عندما كبرت أن الإنسان لا بد أن يكون لديه بعض الأساسيات في مختلف العلوم والمجالات بالأخص أن كثير من العلوم متداخلة وتتكامل مع بعضها البعض
القدرة على فهم العلوم المتنوعة وتطبيقها في مجالات مختلفة يمكن أن تفتح آفاق أوسع للفرد. فالمهارات التي كانت في الماضي تقتصر على تخصص واحد، أصبحت اليوم تتطلب مزيجاً من العلوم المتنوعة.
التعليم في الماضي كان يركز على الحفظ والتلقين بدلاً من تعزيز التفكير الإبداعي والمهارات العملية. لو عاد بنا الزمن كطلبة مع فرصة التغيير، فإن إدراج برامج متخصصة في البرمجة، التصميم الرقمي، والذكاء الاصطناعي منذ الصغر سيكون مطلبًا أساسيًا.
تصورى أن الطلاب اليوم يتعلمون إدارة المشاريع الصغيرة، أو يحصلون على مساحات لابتكار ألعاب فيديو أو تصميم تطبيقات ضمن المناهج الدراسية. مثل هذه الإضافات لن تلبي فقط شغفهم الإبداعي، بل ستؤهلهم مباشرة لسوق العمل الحديث، حيث المهارات العملية والإبداعية باتت الركيزة الأساسية للنجاح.
ماذا لو كانت المدارس توفر وقت أكبر لتطوير الهوايات، كصناعة الأفلام، أو المشاركة في معارض تقنية؟ هذه التغييرات ليست أحلام بعيدة، بل باتت واقع في بعض الدول التي تدرك أهمية دمج الإبداع بالتعليم.
فإن إدراج برامج متخصصة في البرمجة، التصميم الرقمي، والذكاء الاصطناعي منذ الصغر سيكون مطلبًا أساسيًا.
جميل هذه فكرة مهمة جدا، متطلبات واحتياجات سوق العمل هذه الأيام متغيرة وتميل بالأكثر للمجالات الجديدة بالأخص الإبداعية ولهذا من الضروري أن تتماشى المقررات مع هذه الاحتياجات من فترة النشأة لأنها تربي الشغف وتزيد من احترافية المتعلم للمجال الذي يدرسه.
فخلال مراحلي التعليمية كان هناك اهتمام بالأنشطة المختلفة، وكنت مشتركة بعدة مجالات، وكان هناك تصفيات ومسابقات واهتمام من مسؤول النشاط، من الابتدائية حتى الثانوية، واستفدت كثيرا على المستوى الشخصي جدا كمهارات شخصية أو اكتساب مهارات تقينة في بعض المجالات، ولكن هل الكل استفاد نفس الاستفادة، بالتأكيد لا لأن كان الموضوع اختياري لمن يريد أن يلتحق، المشكلة أننا نريد أن يأتي أحد ويعطي لنا المعلومة بالملعقة وهذه مشكلة وطريقة التعليم يتغير في الجامعة وهنا تحدث المفارقة، ما أريد أن أقوله باختصار أننا بحاجة لخلق الدافع لدى الطالب ليبحث ويتعلم ولا يكون معتمد كلي على ما يتم تلقينه بالمدرسة، هذا سيفرق جدا بكل شيء، النقطة الثانية أن يكون هناك جانب تطبيقي بكل مادة هذا الجانب التطبيقي سيرسخ المعلومة أكثر وأكثر عن الدراسة النظرية
التعليقات