استراتيجيّة التّعلّم المتمركز حول المشكلة، كيف نستفيد بها في التعلم؟

أتذكر هذا ما كان يفعله مدرس الفلسفة معنا بشكل خاص في شرح الدروس، عن طريق محاكاة المعلومة الفلسفية وربطها بالواقع لحل مشكلة ما، مثلا أتذكر شرحه لمعنى التفكير العلمي أنه يتوجب على الباحث أن يقوم بالتجارب سواء المعملية في العلوم الطبيعية أو الاستبيانات في العلوم الاجتماعي ويقوم بالإسقاط على مشكلة ما في المدرسة وكيف نقوم بحلها ويتركنا نحاول الوصول إلى النتائج وتقديمها له سواء بطريقة شفهية أو بالكتابة عنها، وهذا ساعدنا كثير في تحصيل هذه المادة على وجه الخصوص وأتذكر أننا جميعا كنا وما زلنا نحب هذه الفلسفة بسبب طريقة عرضها لنا من قبل المدرس بهذه الطريقة.

أتذكّر أيّام المدرسة عندما كنّا نجلس في غرفة الصّفّ، نستمع إلى شرح المعلّم، يسأل السّؤال ويعطينا الإجابة مباشرةً ونحن نحفظها كما هي.

أحياناً أشعر وكأن المعلم أو دكتور الجامعة داخل منافسة مع الطلاب ليفرد عليهم عضلاته ويبين قدراته بل البعض يتعمد إحضار أسئلة صعبة حتى يريهم أنه لا يقف أمامه شيئ، طبعا كلامي هنا عن الغالبية وليس العموم وأود أن أفهم لماذا هذا التصرف هل هو راجع لدواخل نفسية متراكمة أم ماذا.

كم يكون جيد لو يستمع القائمون على التعليم لمثل المقترحات التي تفضلتي بذكرها لتطوير الأساليب، وبرأيي أفضل ما في هذا الأسلوب الذي يعتمد على حل المشكلة هو معرفة أهمية استخدام ما أدرسه

بالنسبة لي أراها مهمة لتجنب الدخول في نزاعات دون هدف، عندما يكون الجميع لهم نفس الهدف "تحديد المشكلة وحلها فقط" سيكون نطاق التركيز غير مشتت بالأفعال والأفكار الشخصية لكل فرد، في حياتي الشخصية مثلًا، مررت بعدة مواقف كنت أجد نفسي أنجرف مع المشاعر السيئة دون أن أعرف سببها أو نمط ظهورها في هذه المواقف، إلى أن قررت أن استخدم استراتيجية خاصة بمعرفة جذور المشكلة وهي (5 whys) والمقصود بها بدء خمسة اسئلة بلماذا، وفي كل مرة نتعمق في سبب نتيجة كل سؤال، وفي الأخير سنصل إلى أهم نتيجة وهي ما تُمثّل صلب المشكلة الأساسية.