بسم الله الرحمن الرحيم

مشروع المدرسة الحربية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

إن مشروع المدرسة الحربية هو عبارة عن مدرسة للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، للدول المسلمة، ومخصصة لأبناء المسلمين، فتقوم المدرسة بتهيئة الأطفال والطلاب للحياة العسكرية، كما تتيح لإدارة المدرسة وللأساتذة معرفة مواهب الطلاب، ونقاط قوتهم، ونقاط ضعفهم، لتتعامل المدرسة مع كل طالب بما يناسبه، فلا يحمّلوه ما يفوق طاقته سواءً جسدياً أو نفسياً، فأما الجسد فقد يكون بالإمكان تقويته ليتحمّل قسوة التدريبات العسكرية والحربية، ولكن قد يكون للجسد حدوداً مهما بلغت قوته ولياقته، فللمدرسة الحربية أن تعرف حدود قوة جسد كل طالب لتعرف ما يناسبه من تدريبات جسدية وإلى أي حدّ. أما نفسياً فللمدرسة الحربية أن تعرف طاقة كل طالب لديها وكم يمكن لكلًّا منهم أن يتحمّل من ضغوط نفسية لترفّه عنه أو تخفف ضغطها النفسي عليه لما يناسب كل طالب.

وللمدرسة الحربية أن تضيف إليها مختلف أنواع رياضات الدفاع عن النفس، ليختار كل طالب ما يناسبه منها ليتدرّب عليه ويحترفه إلى أقصى الحدود الممكنة، لتساعده إن شاء الله في مهامه القتالية التي قد تحدث في المستقبل.

كما إن للمدرسة الحربية أن تُدخل في مناهجها كل التخصصات العسكرية والحربية، وكل المجالات التي تدخل فيها، مثل العلوم العسكرية المختلفة والتكنولوجيا العسكرية وعلوم الحاسوب، وكل ما قد يساعد في العسكرية من علوم كعلوم الكهرباء والميكانيك وما إلى ذلك. كما للمدرسة أن تُضيف مناهج للصناعات العسكرية سواءً صناعة الأسلحة أو الآليات الحربية، كصناعة البنادق والمسدسات والرشاشات والسيارات المدرّعة وحتى الدبابات والمدافع والذخائر بشتّى أنواعها، وقد يكون بالإمكان تعليم صناعة المسيّرات وصناعة الطائرات المروحية وحتى الطائرات النفّاذة. ويمكن تعليم أساسيات هذه المجالات كلها في المدرسة الحربية، كما يمكن تعليم الطلاب كيفية تطوّر تلك الآليات الحربية منذ بداياتها الأولى البدائية إلى ما وصلت إليه حتى الآن، وذلك ليتعرّفوا الطلاب على الأسباب التي اضطرّت الأوّلين لاختراع وتطوير تلك الآليات وكيف قاموا بتطويرها، فيتعلّموا الطلاب كيف تم اختراع المستويات الأولى من الآليات الحربية وينتقلوا معها من مستوى إلى آخر حتى يصلوا إلى ما وصلت إليه حالياً، فقد يتمكنوا الطلاب فيما بعد من تطوير الآليات الحربية إلى مستويات أعلى بأنفسهم، بعد أن يتعلّموا خطوات تطوير تلك الآليات منذ ظهورها الأول. ويمكن تعليم طلاب المدرسة الحربية صناعة نماذج مصغّرة للآليات الحربية المختلفة. وإذا تم إنشاء كليّة حربية لإكمال التدريب والتعليم العسكري فللكليّة الحربية أن تعلّم الطلاب كيفية صناعة كل النماذج التي تعلموا صناعتها في المدرسة الحربية، بأحجامها الطبيعية. كما يمكن للمدرسة والكلّية الحربية أن تُدخل في مناهجها مختلف العلوم الأخرى التي قد تدخل في المجال العسكري أو قد تساعد في تطوير المجال العسكري بطريقة أو بأخرى، كالعلوم العامّة والكيمياء والفيزياء وما إلى ذلك. فقد يساعد ذلك طلاب المدرسة والكلية الحربية في تغيير مجال دراستهم أو التوظّف في مجالات أخرى غير العسكرية بعد التخرّج، كما إنها قد تساعد الطلاب في أن ينظروا إلى مختلف العلوم بنظرة عسكرية، فتجعلهم يستفيدون من أي معلومات من أي مجال أو علم طيّب لإدخالها والاستفادة منها في المجال العسكري.

ومن شأن إضافة الكليّة الحربية بجانب المدرسة الحربية أن تمكّن الطلاب من التعمّق في كل العلوم والمجالات العسكرية وأيضاً احتراف التدريبات العسكرية على مستوى عالٍ.

ويمكن للمدرسة والكلّية الحربية، أن تدرّب طلابها في معسكرات تدريب في البيئات المختلفة كالبيئات الصحراوية والجبلية والثلجية وفي الغابات والمناطق المطرية. ليتعلّموا الطلاب كيفية القتال في كل الأجواء وفي مختلف البيئات. وللمدرسة والكلّية الحربية أن تعلّم وتدرّب طلابها على مختلف أنواع القتال الجسدي والمباشر، ضد العدو المقاتل غير المسلم، ليعرفوا الطلاب أثناء الحروب أحسن الطرق وأسهلها للقضاء السريع على عدوّهم وبأقل جهد ممكن، كما يمكن تعليمهم كيفية إخضاع الأعداء بسهولة وسرعة والقبض عليهم من دون قتلهم.

وللمدرسة والكلّية الحربية أن تعلّم طلابها وتدرّبهم على كيفية استغلال قدراتهم الطبيعية في الحرب، فتعلّم الطالب وتدرّبه على كيفية الاستفادة من قوته الجسدية وتنميتها للتغلّب على خصمه أو عدوّه في القتال الجسدي، وتعلّم الذي قد يكون ضعيف البنية ولكنه سريع الحركة كيفية الاستفادة من سرعته وخفّة حركته في استخدام قوّة عدوّه ضدّه أو كيف يمكن له أن يعطّل قوة عدوّه الجسدية بسرعته فيُصيب عدوّه بضربات سريعة من سلاحه الأبيض أو بأي سلاح مُتاح أمامه ليهزم خصمه ويخضعه إن كان يريد القبض عليه حيّاً أو أن يُجهز عليه بسرعة بضربات سريعة ودقيقة وماهرة فيُصيبه بشدّة أو يقضي عليه بسرعة دون الحاجة لقوّة جسدية استثنائية وإنما باستغلال الطالب لسرعته الجسدية. ومن هنا يمكننا أن نرى بأن التدريبات التي تناسب صاحب البُنية القوية والجسد القوي وصاحب العظام الصلبة، قد لا تكون تناسب صاحب البُنية الضعيفة أو الجسد الضعيف وصاحب العظام الضعيفة التي من السهل أن تنكسر، وبالتالي فللمدرسة وللكلّية الحربية أن تتعرف على طبيعة كل طالب لديها لتتعامل معه بما يناسبه وليس بما يناسب زملائه.

وفي الختام قد يتخرّجوا الطلاب من المدرسة والكلّية الحربية، وقد تمكّنوا من علوم عسكرية شتّى، فيمكنهم بعد ذلك التوظّف في الجيوش المسلمة كجنود وضبّاط، كما قد يمكنهم إنشاء شركات خاصّة بهم للحماية والأمن أو لصناعة مختلف الأسلحة والآليات الحربية، كما أن لهم إكمال دراساتهم العليا ولهم أن يُضيفوا ما يتعلّمونه من علوم طيّبة وحسَنة إلى تخصصاتهم العسكرية، فيطوّروا من علومهم ويطوّروا المجالات العسكرية في بلاد المسلمين... هذا والله أعلم.