مع بداية الدخول المدرسي، يبدأ الآباء بالتفكير في مستقبل أبنائهم التعليمي، و هنا يطفو على السطح صراع ضمني خفي، بين المدارس العمومية و الخاصة.
بالنسبة لك.
هل تفضل أن يدرس ابنك في المدارس الخصوصية أو العمومية؟و لماذ؟
الاختيار يتوقف على أمرين، الأول الوضع المادي للعائلة والأمر الآخر نوعية التعليم الذي تقدمه كلا النوعين من المدارس.
ولكن أؤكد لك بأن كل نوع منهما له ايجابيات وسلبيات، فمثلا المدارس العامة أو ما نسميه هنا بمدارس الحكومة والأونروا، من المرجح أن تكون مجانية، بجانب أنّ هنالك تنوع اجتماعي وثقافي يسود في المدارس، هنالك تعليم موحد، ولكن النقد الوحيد بأن صفوف هذه المدارس مكتضة جدًا كون أن الفصول بها عدد أكبر من الطلاب، ربما هنا يمكن حل الإشكالية من خلال بناء المزيد المدراس، هنالك من يقول بأن نوعية التعليم بهذه المدارس اقل من المدارس الخاصة كونها تعتمد على التلقين والحفظ وغياب الأنشطة اللامنهجية والأكاديمية وخلافه، ولكن هذا غير صحيح، على الأقل من الواقع الذي نراه، فمثلًا اليوم المدراس تتسابق فيما بينها في توفير الأساليب الإبداعية لتدريس الطلاب.
بالنسبة للمدارس الخاصة أشعر بأنها باتت تجارية اليوم، حتى الالتحاق بها أصبح ضعيف، الأمر الايجابي بها أن الطلاب عددهم قليل، بجانب أنها تجتوي على موارد وتقنيات حديثة، لكن برأيي مع التكنولوجيا ووصولها لمنازلنا يمكن للأهالي الاستعانة بها من خلال الاطلاع على اليوتيوب والقنوات الخاصة بالتعليم.
هل تفضل أن يدرس ابنك في المدارس الخصوصية أو العمومية؟و لماذ؟
لاأفضل لا هذه ولا تلك ...
افكر أنه اذا كان لذي ما يكفي من المال أني أريد أن أدرس أولادي دراسة منزلية، بحيث يمكنني ان اتحكم في كل ما يدخل الى مخزونهم المعرفي ، ومراقبة كل تحولاتهم النفسية ، وتعزيز ما يحتاجونه للمستقبل وتهئيتهم للحياة وسوق العمل بالشكل المثمر لا بما تريده الدولة والنظام .
افكر أنه اذا كان لذي ما يكفي من المال أني أريد أن أدرس أولادي دراسة منزلية،
ولكن حتى التدريس في المنزل له سلبياته، لابد لطفل أن يختلط مع أقرانه، يشاركهم اهتمامته، يفكر في الحياة من منظور ما يجده من مشاكل وتحديات في المدرسة، صحيح أن التعليم العمومي اليوم أصبح في الحضيض في المنطقة العربية، ولكن المدرسة في فضاء لا يتعلم فيه الطالب الدرس، بل يتعلم كيفية الحديث وتحدي زملائه في الدراسة لتفوق عليهم وغيرها.
أيضا قلتِ أن التدريس المنزلي يبقى الأفضل لان طفلك سيكون تحت مراقبة ما يتم تدريسه، كيف يعني هل ستكونين حاضرة معه أثناء تلقي الدرس على طوال العام، أين مهامك العملية وأشغالك المنزلية التي تنتظرك يا خلود؟
المدارس الخاصّة من دون شك، في المنطقة العربية يجب أن نبعد أطفالنا عن المدارس الحكومية كما نبعدهم عن الأخطار، يجب أن نجعلهم يتفادو فعلاً الوقع في بيئة قد تظلمهم تعليمياً أو تربوياً وكلامي هنا بالأخص عن الفئة العمرية الصغيرة من الطلاب التي تحتاج رعاية مضاعفة لكي تنطلق فعلاً في الحياة بدون أمراض نفسية أو نقص في التعليم والوعي أو حتى أخطاء سلوكية وتربوية واضحة سببها المدرسة والإهمال، يجب برأيي أن يستدين الأب لكي يضع ابنه في مدرسة جيدة، في مدرسة خاصة ولو على حساب المعيشة كلّها، أي على حساب العائلة، لإنّ هذا الأمر لا يمكن أن نصدّق كيف أنّهُ يؤثّر فعلاً على الصحة النفسية وعلى الوضع التعليمي للطفل، بالعموم حتى المدارس الخاصة قد يكون فيها ممارسات سيئة ولذلك علينا أن نبذل جهوداً في الاختيار كما نبذل جهوداً في اختيار أي شيء آخر عبر سؤال من درس فيها قبل الأن من أهالي الأطفال وعبر قراءة المراجعات عنها وزيارة المدرسة مرّة أو أكثر للاطمئنان.
هل تفضل أن يدرس ابنك في المدارس الخصوصية أو العمومية؟و لماذ؟
أكيد أفضل الدراسة الخصوصية لهم، لان إحدى المزايا الرئيسية التي تتمتع بها هي الاهتمام بجودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية أكثر تخصيصًا، صحيح انه عادةً ما تكون بميزانية أكبر نوعا ما مقارنة بالتدريس العمومي الذي يكون مجاني في الغالب، إلا انه حجم الفصول الدراسية في المدارس الخصوصية عادةً ما تكون أصغر، مما يسمح للمعلم بالاهتمام الفردي لكل طالب وتلبية احتياجاته ومواهبه الخاصة، لان يركزون على نوعية وجودة التدريس وليس بالحجم وفقط، لذلك لا أجد أفضل من التدريس الخصوصي.
لحسن الحظ فقد مارست مهنة الاخصائي الاجتماعي في بعض المدارس العمومية لعدة أشهر وكان لدي زملاء بالمدارس الخصوصية ومن خلال نتائج تجاربنا أقول بكل ثقة المدارس العمومية فالطلاب بها أكثر مرحا وأكثر قابلية للتطور حتى أن حالتهم النفسية أفضل بكثير وقادرون على التعامل مع المواقف بعدة طرق مختلفة وكل ما يحتاجونه هو الدافع النابع من شخصيتهم ونشأتهم الأسرية ومن خلال تتبع بعض الحالات الفريدة والمتمزية وجدنا أن الأمر كله منوط بالعائلة لجعل هؤلاء الطلاب متمزين حد التفوق في الكثير من النواحي سواء كانوا في مدارس خاصة أو عامة.
لهذا أفضل المدرسة العمومية ففي الحالتين سيتوجب علي متابعتهم على المستوى النفسي والإدراكي وكل ما يخص دراستهم. بهذا سأضمن تطورهم وأيضا مستقبلهم المهني وليس التعليمي فقط.
التعليقات