اطلعت على التجارب التي كان يقدمها العالم النفسي الشهير، والذي لقب بأنه أبًا روحيًا لعلم النفس التربوي، نظراً لما قدمه في هذا المجال.

وتساءلت إلى أي مدى نفعل تلك التجارب، وهل نتناولها بشكل مباشر أم أننا نهملها.

فمن بين تجاربه كانت تجربة حبس قطة في قفص، ووضع الطعام خارجه، وغلقه وانتظار محاولات القطة المختلفة للوصول له سواء عن طريق العض في القفص، أو محاولة إخراج يدها للوصول للطعام وغيرها، والتي انتهت بمعرفة القطة لكيفية فتح الباب والخروج للطعام، بعد عدة مرات متتالية كانت كل مرة تستغرق وقت أقل من سابقتها حتى كانت المرة الأخيرة تتم في نفس لحظة إغلاق القفص عليها.

هل القطة التي وضع لها ثورندايك الطعام خلف سور المقبض تعلم من خلال التجربة والتكرار والمحاولة، فإذا كان ذلك صحيح، فكيف تتعلم القطة والكثير من البشر يكررون أخطائهم ولا يتعلمون.

وهل يمكن استغلال هذا السلوك وتلك التجربة في تربية الأبناء، وفي تعلمهم، ماذا ينقصنا في العملية التربية والتعليمية حتى نستغل هذه الطريقة مع أولادنا.

أدري أن الحيوان يختلف عن الإنسان، لكن على يقين أن هناك سمات مشتركة، كما أن الإنسان على الأغلب أكثر تطور للتعامل مع التجربة بشكل أفضل.

بالنظر لتجارب ونظريات علم النفس المتعددة وليس طبقًا فقط لهذه النظرية، فالإنسان ولنقل الطالب على سبيل المثال يدري جيدا أنه ربما يقابل ما لا تحمد عقباه، ويحرم المثير بالإهمال في التعليم، فما الذي يؤثر في سلوكه حتى يجعله غير مبال ومهمل في دراسته.

وكيف يمكن للمعلم والمربي أن يستفيد من تلك النظرية؟

وهل يمكن أن تكون مثل تلك التجارب في حال كونها مفيدة أن تساهم في وضع طرق أكثر فاعلية في التعامل مع الإنسان، باعتمادها على الدافعية(الطعام في التجربة)، والاحتياج (الجوع)، أم أن هناك عوامل أخرى بسبب اختلاف الطبيعة التي عليها الإنسان عن غيره من الكائنات.

هل يمكن تطويع التجارب لتلائم طبيعتنا نحن البشر، هل بحكم كونك معلم أو والد أو أي صفة ترى مدى أن مثل هذه النظرية يمكن أن تفيدك في التعامل مع من تتعامل من الناحية التربوية، وتطبقها.