كنتُ من الأفراد القليلين الذين ولوا وجوههم صوب قسم الأدب بالثانوية العامة، ربما لأنني كنتُ أميلُ إلى الشعر واللغة العربية، وربما لتوجسي من الحساب والرياضيات.. كل ذلك لازال يلمع في ذهني بعد كل تلك السنوات البعيدة التي لم نكن فيها نهتم كثيرا باتجاه الطلاب إلى الأدب أو الشعر أو الرياضيات أو الهندسة أو الطب.. كانت أمنيات جيلنا بأن يصبحوا شعراء وكتابا وأدباء مثلما كان يدور في خلدهم أن يصبحوا مهندسين وأطباء وتقننين... والحق أنني كنت كلما قرأتُ كتابا أو مقالا لشاعر أو كاتب أو مبدع أخذت أفكر أن أكونه في المستقبل.
واليوم لم أعد أسمع إلا لِماما من الطلاب مَنْ في أحلامه وخيالاته أن يصبح أديبا أو كاتبا أو شاعرا.. ولسان حالهم يردد إننا في حروب اقتصادية وصحية ومالية وتقنية ولن ينفعنا الأدب والشعر ولا الرسم ولا الكتابة في صنع علبة دواء أو إدارة محرك، أو بناء ناطحة سحاب أو مد نفق تحت الماء.
فماذا يمكن أن يصنعه تخصص الأدب في حياتنا المهنية؟ وما رأيك في نظرة البعض إلى الآداب والعلوم الإنسانية باعتبارها أقساما للفاشلين، في مقابل النظر إلى التخصصات العلمية والتقنية كالهندسة والطب، بوصفها طريقا للتفوق والمستقبل المهني؟
التعليقات