في هذه الرواية استطاعت الكاتبة أن تعبر عن نفسها وحياتها ومخاوفها والاكتئاب الذي مرت به بكل قوة وشجاعة

حيث تستعرض إليف شافاق الصعوبات والصراعات التي واجهتها في عملها ككاتبة ودورها كأم معًا.

كانت إليف مولعة بالكتابة وعملها كأديبة لدرجة كبيرة، عندما تزوجت وحملت شعرت بكبر المسؤولية التي تقع على عاتقها، فهل يا ترى سيؤثر هذا الطفل على حياتها كأديبة؟ هل ستستطيع الموازنة بين عملها وعائلتها ؟ دخلت في صراعات بينها وبين نفسها لدرجة وصولها لمرحلة الاكتئاب ولكنها بالنهاية كانت تريد الطفل .

تكره إليف شافاق اللون الأبيض كرهًا شديدا لدرجة أنها ارتدت في زفافها فستانا أسود ووضحت في روايتها بأنها لو كانت لها القدرة لتحويل حليب طفلتها لحبر أسود تكتب فيه لفعلت ذلك، هذا ينم على العشق والشغف الكبير الذي تكنه هذه الكاتبة لعملها أليس كذلك ؟ أيضًا هذا يفسر اختيارها لاسم الرواية.

عندما وضعت الكاتبة طفلتها شعرت بالاكتئاب الشديد " يمكنني أن أطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة " خافت خوفًا شديدًا من أن لا تستطيع النجاح في التوفيق بين الكتابة والأمومة.

بالمقابل عندما التقت بزميلتها الأديبة الأخرى التي تبلغ من العمر واحد و ثمانين عامًا التركية عدالة آؤلو أخبرتها بأنها تنازلت عن أن تكون أمًا وأخذت قرار حاسم صعب كما وصفته بان لا تنجب الأطفال وأن تكرس نفسها للكتابة فقط .

وضحت عدالة آؤلو أن الكاتبة والأم صديقتان لا تفي كل منهما للأخرى على الدوام.

 الصراعات التي واجهت الكاتبة كونها أم وكاتبة معًا، لذلك هل تعتقد أن هناك أعمال تقوم بها المرأة تؤثر على عائلتها وأطفالها بشكل كبير؟ لا أعتقد أن هذا ينحصر في النساء فقط ولكني أرى أن هناك بعض الأعمال يقوم بها الرجال تأخذهم من أنفسهم وحياتهم ايضًا .

إلى أي مدى تتفق مع الرواية عدالة آؤلو في فكرها واعتقادها حول العمل والأسرة لدرجة أن تتنازل عن نعمة كبيرة بأن تصبح أمًا مقابل عملها فقط.

هل يمكن للعمل أن ينسينا جزء من إنسانيتنا وهو ما يقودنا لظلم أنفسنا أحيانًا ؟