كيف ترى الخطأ ؟ مع أيهما تتفق أن الخطأ يورّث أم لا يوّرث ؟ ولماذا ؟

اعتقد أنه كلما كانت الإجابة أقرب للإجابة الصحيحة يجب احتساب الدرجة يا علا، بمعنى أنك عليك مراعاة درجة قرب إجابة الطالب من الإجابة الصحيحة

أهلًا عُلا.

هناك موقفان أتحدث عنهما عن تجربة شخصية:

كان يدرسني مادة الكيمياء في المرحلة الإعدادية في السعودية، مدرس مدهش اسمه " يوسف بخاري". هو الأفضل لي الى الآن. كان عشوائي قليلا ولكن غزير المعرفة، عندما يبدأ الشرح يتطرق للكثير من الأمور خارج الدرس بشكل مترابط وإثرائي. في اختباراته، كان يشترط علينا في المسألة عدم تطبيق أي قانون، اكتفي بذكره فقط. كانت أسئلته تهدف لتحقق من اجادتك فهم تلك القوانين الحيوية ومدى تطبيقها وفهم موقف السؤال. بجانب أعتقد أن اسئلة القوانين عبثية في الأساس فكلها موجودة مسبقا في الكتب فلا داعي لحفظعا عن غيب، ولكن طريقته كانت تطمئن من خوف التشتيت بكتابة رقم خاطئ.

ففي نفس المرحلة، كنت أدرس الرياضيات، في الحقيقة أنا مهمل جدًا ولا أذاكر، كنت متفوقًا في أيام الدراسة بشكل كبير إلى أن يقولو امتحانات! كنت أغش اسمي خوفا من نسيانه.في أحد الاختبارات كتبت اثبات لا وجود له ولكن في الحقيقة كان صحيح، في أحد مسائل حساب الدوائر ذكرت أنه عند تقاطع قطرين في الدائرة الدائرة، فتتساوى الزوايا المتقابلة، وعليه فيجب أن تتساوي مجموع اثنتين من الزوايا لدرجة 180. وما أراه منطقيًا.. حسب لي المدرس درجة سيئة في الاختبار وبعد التظلم أصر على اعطائي درجة سيئة بحجة أني لم أكن أحضر حصصي وأن " المنطق البلدي ليس علميًا". وهذا نوع من المدرسين الذين أكرههم.

أتمنى أن تفهمي ما أود قوله في المقارنة بين المدرسين.

الحقيقة أنها تختلف من حالة لأخرى ويجب أن يكون للمصحح نظرة عميقة وأن يوازن بين تقدير الطالب الذي اجتهد في الإجابة وتظهر عليه ملامح الفهم والاستيعاب حتى لا يهضم حقه _ وبين مراعاة الأسس العلمية التي تبنى عليها الإجابة في معيار قبولها من عدمه ، بعض الأحيان تكون أخطاء بسيطة بسبب التوتر أو عدم الانتباه في أحد الخطوات خاصة في المسائل الرياضية المطولة وفي هذه الحالة يجب احتساب الخطوة فقط وعدم إهمال درجة المسألة كاملةً ، أما هناك بعض المسائل خصوصاً تلك التي تعتمد على التعبير الشخصي للتعليل أو إيضاح علاقة وبيان السبب كتفسير ظاهرة فيزيائية أو كذا هنا يكون المجال ضيقاً للخطأ ، أذكر من دراستي أن هناك أحد المدرسين كان ينقص في أكثر من حالة منها : الزيادة عن الإجابة المتوقعة ، الاستطالة في الحل ، عدم الالتزام بالخطوات ، حتى أنه كان لا يقبل عندما يخطئ الطالب في رقم الإجابة والسؤال .

كما قلت يجب الموازنة بين المرونة وبين ضوابط الإجابة الصحيحة .

المسألة كلها بشكل أكاديمي تعود إلى نوعية السؤال. أنا درست العلوم التطبيقية، حيث تخصصت في الكيمياء والأحياء الدقيقة، وفي كلية العلوم، ندرس في السنة التمهيدية كل شيء، متضمنًا الرياضيات والفيزياء. وقد واجهت العديد من المشكلات في سنواتي الأولى في الجامعة بسبب ذلك، حيث أن بعض اختبارات الرياضيات والفيزياء كانت تحتم عليّ الالتزام بصحة الناتج فقط بالرغم من أنني أقوم بالخطوات الصحيحة، وأنا أجد ذلك ظالمًا بعض الشيء، فأسئلة مثل أكمل والاختيار من متعدد هي أسئلة لا يتعلق تصحيحها سوى بالنواتج النهائية فقط، وهو ما يعرض البعض للظلم إذا ما قورن بالأسئلة المقالية التي تخصص مجموعة من الدرجات لكل خطوة من خطوات الإجابة، فيتم خصم درجات الناتج فقط أو المشكلة المحددة. وعليه، فإنني أرى أن الحل الممكن في ذلك السياق هو تعميم تلم الأسئلة على كل الممتحين طالما كان من الضروري الالتزام بها، كما هو الحال الآن في الجامعة، حيث أن الاختبارات كلها يتم تصحيحها آليًا، وذلك يوجب الالتزام بشكل الأسئلة كاختيارات من متعدد.