ما بين التعليم الأون لاين والتعليم المباشر، أيهما تفضل ولماذا؟

التعليم الاون لاين له مميزات لا ينكرها أحد مثل توفير كثير من الوقت، ولكنه لا يقف مع التعليم المباشر على نفس المستوى إطلاقا، فالطلاب يعطون التعليم المباشر اهتماما وتركيزا أكبر على عكس نقيضه الذي ييدو مبتذلا لأن "المراقبة" فيه ضعيفة، إضافة لكون تجربة الواقع تعطي تفاعلات أفضل مع الطلاب و توطد علاقة الطالب بالمدرس وبزملائه، الأمر تماما مثل أن تشغل فيديو مباشر لمنطقة ما و ترى كل معالمها وبين أن تسافر اليها وترى بعينك، بالتأكيد تجربة الواقع دائما أفضل.

التعليم الأونلاين بلا روح.. هذه كانت قناعتي عن التعليم الأونلاين ما قبل وقت الكورونا ولذلك كل أختار الحضور لكل دورة أدرسها ولكن لما جاءت الكورونا وأصبح خيار الأونلاين مفروضا علينا واضطررنا للتعامل معه وجدت أنه آداة للتعليم مثل مثل غيره وتحمست له أكثر ومع الوقت انتهت الكورونا ورجعنا ثانية نستطيع أن ندرس وليس أونلاين ولكن وجدتني ووجدت كثير حولي أصبحنا لا نهاب الأونلاين بل على العكس نتحمس له أكثر أحيانا... فإجابة سؤال التفضيل هو أن التفضيل لا يكون فقط بعامل الأونلاين أو الحضور ولكن بعامل (هذه المادة المشروحة تناسب الحضور ولا الأونلاين) فمثلا الورش اللي تعتمد على تفاعل أجد أن الأونلاين فيها ظالم فلذلك أفضل فيها الحضور أما إن كانت محاضرة فأقول لا بأس.. التفضيل على حسب المادة المدروسة وأهدافي من وراء هذه الدارسة.

لا يوجد نظام تعليمي كامل بشكل مطلق. فالتعليم عبر الإنترنت له مميزاته وعيوبه، تمامًا كما أن التعليم المباشر يحمل أيضًا مزايا وعيوب. فى عصرنا التكنولوجي الحالي، أصبح التعليم عن بُعد خيارًا شائعًا، حيث تتزايد المنصات التعليمية والدورات المتاحة على الإنترنت. فقد ظهرت العديد من الكورسات مثل "ICDL" و"IC3"، والكورسات التعليميه فى شتى المجالات بالإضافة إلى دروس تعليمية متنوعة، مما يسهل الوصول إلى المعرفة.

برغم كل هذه التطورات، أرى أن التعليم المباشر يظل له مكانته الخاص فعلى سبيل المثال، أنا شخصيًا أجد أنني أفهم بشكل أفضل عندما أكون أمام المعلم القدرة على طرح الأسئلة والحصول على إجابات فورية تعزز من تجربتي التعليمية كما أن النقاش مع الزملاء حول محتوى الدرس يسهم فى تعزيز الفهم.

فى المقابل، قد يواجه التعليم عن بُعد تحديات، مثل ضعف التركيز وصعوبة التفاعل. يمكن أن يكون من الصعب التركيز في بيئة منزلية مليئة بالانشغالات، وقد يؤدي ذلك إلى تشتت الانتباه. بينما التعليم المباشر يوفر بيئة أكثر انضباطًا وملاءمة للتعلم.

لذا، أرى أن لكل نوع من التعليم مميزاته وعيوبه، ويجب على كل فرد أن يختار ما يناسبه بناءً على أسلوب تعلمه واحتياجاته من المهم أن نستفيد من كلا الطريقتين، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص التي تجعل التجربة التعليمية أكثر فعالية وجودة.

عن نفسي لا أفضل إلا التعليم المباشر على الأقل في بلدي، فقد رأيت مهازل واستهتار عميق في التعلم أثناء وباء كورونا، لي زملاء حضروا ترم دراسي كامل عن طريق أنهم كانوا يدخلون للمحاضرة ثم ينامون أو ينصرفون لقضاء مهمة ما، وآخرون استغلوا الأمر لصناعة الكوميكس وإفساد المحاضرة على الآخرين، هؤلاء طبعهم غير منضبط ولا ذنب لنظام الاونلاين في ذلك، ولكن على الأقل النظام التقليدي ينجح في منع هذا التسيب.

وبصراحة أرى أن التعليم الاونلاين من الأفضل أن ينحصر في مرحلة معينة مثل دارسي مرحلة الماجستير أو طلاب المسارا الرفيعة الذين يعرفون قيمة الالتزام وتقدير العالم، أو نقتصر استخدامه على مسار التعلم الذاتي الفردي فقط.

كنت أخشى بعد انتهاء الحظر المفروض بسبب وباء كورونا أن يعبث أحد المسؤولين ويصدر قرار برقمنة العملية التعليمية والاعتماد على المؤسسات أثناء فترة الاختبارات فقط، وحمداً لله أن هذا لم يحدث لأنه لو كان حدث لتدهور التعليم تماماً بغض النظر عن التدهور الذي كان هو فيه.

أتفق معكِ في تفضيل التعليم الحضوري عن الأونلاين، لكن هذا لا يعني التضحية بفوائد الأونلاين.

التعليم الأونلاين له فوائد كثيرة جدا للطالب والمعلم على حد سواء، لذا يمكنني التوفيق بين الأسلوبين، وذلك من خلال الحضور إن كان هذا ممكنًا، وإلا أبادر لأسلوب الأونلاين بدلا من خسارة المحاضرة كلها.

بالتوازي مع ذلك يمكنني تدريب نفسي للتأقلم على أسلوب الأونلاين، والاندماج مع المحاضر والزملاء، وأحاول التفاعل معهم من خلال سؤالهم في غير وقت المحاضرة، وتبادل المعارف والأسئلة.