معدلي الدراسي..

صراحة لم أفهم هل حصلت على معدل في السبعينات أم الثمانيات، ولكن ما فهمته أن هناك تقدم في تحصيلك دراسي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنّك حققت شوطًا نحو النجاح في حياتك التعليمية.

بخصوص الحصول على معدل في التسعينات، فبالجد والإجتهاد والمثابرة ستحقق هدفك، مع أنك تقول بأنّ الشهادة ما هي إلا ورقة تعبر عن مجهودك الذي بذلته، ولكن هذه الشهادة هي عبارة عن تحفيز لك للدخول في مرحلة الثانوية العامة وأنت واثق بأنك ستحصل على معدلٍ يؤهلك للتخصص في المجال الذي ترغبه.

لكن ماذا أفعل أتفكيري صحيح ؟ أيجب أن أحزن وأبكي وأعاتب وأحزن أم أتشبث بايجابيتي وأنسى تلك الورقة

لا طبعًا، طالما أنك معدلك ارتفع فأنت شخص مثابر ومجتهد، إياك والحزن، حتى لو كان المعدل منخفض ولكن هناك أمل يمكنك التحلي به وهو أن الوقت أمامك، حيث يُمكنك أن تصنع المعجزات من خلال الاجتهاد والمثابرة والثقة في نفسك وقدراتك.

لاحظت أنك تربطين نفسك بالدرجات، اجعلي هدفك أكبر من ذلك والدرجات ستأتي ستأتي.

المشكلة الأساسية برأيي هو أنك مقتنعة أن الشهادة بهذه المرحلة لن تحدد مستقبلك، وبالتالي لن تهتمي لكن ستهتمي عندما تكون الشهادة ذات أهمية، هذه الطريقة بحد ذاتها غير صحيحة، فكل شهادة مهمة بمرحلتها، كما ان هناك علوم معتمدة ومكملة لبعضها على مدار السنوات، لذا اعط كل شيء حقه.

حتى فكرة أن الجميع يتقدم، قد تكون محفز لكِ لتجتهدي أكثر، ولكن لا يجب أن يكون المحفز الوحيد أو المحرك الوحيد.

أرى أن لديك الأساس الذي يمكن البناء عليه، ينقصك الاجتهاد والاعتراف بتقصيرك وإدراكه، ويجب أن تعلمي شيئا أنه ليس منطقيا أن شخصا كان يهمل دراسته وجاء بالتوجيهية ليركز فيحصل على أقصى الدرجات هذا به صعوبة كبيرة، لأن هذا الشخص لم يتعود على المذاكرة والاجتهاد من الأساس، لديه أساسيات كثيرة غير مكتملة فالبناء عليها سيكون ضعيف وهش، وإن حدث واستطاع ستكون بصعوبة بالغة، لذا طالما هدفك التميز ابدأي من الآن واجتهدي فهذا دورك أنت طالبة وهذه مسئوليتك.

بغض النظر عن النتائج يا صديقتي، فإن عملية التحصيل الدراسي هي عملية مهمة للغاية ولا مفر منها، لكنني من أنصار عدم التوتر وعدم التزمّت في اتخاذ القرارات، لذلك أود أن أنصحك بأن الأمور يجب ألا تضغط على أعصابك بأي شكل من الأشكال كي تستطيعي تحقيق التقدم الذي تحاولين الوصول إليه والذي يرضيكي، فعملية التحصيل الدراسي يجب أن تتم في حو من الأريحية العصبية والهدوء، ويجب أن تتوافر خلالها كل أنواع التحلي بالصبر وعدم الشعور بالذنب. تشير العديد من الدراسات حول العالم أن الدراسة الأكاديمية هي واحدة من أهم مسببات الضغط والاكتئاب لدى الشباب من العصر الحالي، وأرجو ألا يكون ذلك سببًا في أي ضغط عصبي عليكِ.