قبل سنوات تلقيت العديد من الدورات التدريبية المتخصصة بمجال التدريب والتطوير.

كان الجزء الأهم في هذه الدورات هو التدريب على طريقة إيصال المعلومات وأسلوب العرض بناء على طبيعة المتدربين وشخصياتهم، فكما أن لكل مدرب أسلوبه وطريقته التي يفضلها في الشرح، فكذلك للمتدرب طريقته التي يفضلها في تلقي المعلومات.

تم تصنيف المتدربين إلى ثلاثة أقسام:

بصري، سمعي، حسي.

ولكل قسم طريقته في التعبير والنقاش والشرح وتلقي المعلومات يعتمد بشكل مباشر على خصائص كل قسم والتي تظهر لنا من اسمه.

فالبصري يميل للمشاهدة والاختصار في نقل المعلومة، والسمعي يعتمد على ما يتلقاه سماعيا من معلمه ويهتم بالتفاصيل، والحسي يركن إلى المشاعر والهدوء والبساطة في نقل المعلومة بشكل عام.

نجاح المدرب يتلخص في قدرته على التواصل الفعال مع الأنماط المختلفة للمتدربين، وقدرته على جذب إنتباههم لأطول فترة ممكنة.

في السنوات الأخيرة لجأ بعض المعلمون والمعلمات لتعلم هذه المهارات التي تمكنهم من زيادة الفعالية التدريسية داخل الصف، وبفضل الله كنت واحدا ممن ساهموا بنشر تلك الثقافة بين أوساط المعلمين المحيطين بي، وانقسمت الآراء بين مؤيد للنظرية ومعارض لها.

يرى أصحاب الرأي الأول أنه لابد لهم من استحداث وسائل تواصل فعالة مع طلابهم لتحسين قدراتهم التعليمية بشكل عام، وأنهم هم المنوط بهم فعل ذلك.

وأصحاب الرأي الثاني يعتقدون أنهم ما عليهم سوى تقديم المعلومات في القالب وبالطريقة التي يرونها مناسبة بعيدا عن مثل هذه الأفكار الغريبة عنهم.

دعاني هذا الانقسام للتفكير في الأمر بطريقة عكسية!

ماذا لو عَلِم الطلاب أنفسهم النمط التعليمي الخاص بهم؟!

بدلا من أن ينتظر أن يغير المعلم من أسلوبه معه، وربما فعل المعلم ذلك وربما لم يفعل، لماذا لا نساعد الطالب على اكتشاف النمط المناسب له، ومن ثم يطور من طريقته في المذاكرة بحيث تتلائم مع النمط الخاص به؟

ألن يكون ذلك أكثر فعالية وفائدة بالنسبة للطلاب أنفسهم، وهم المحور الأهم في المنظومة التعليمية بشكل عام؟

كيف تنظر للأمر من وجهة نظرك كطالب، هل كنت تعلم هذه الأنماط المختلفة من قبل، وهل تعتقد أنها ستساعدك في تحسين قدرتك على التحصيل الدراسي والثقافي بشكل عام؟