لسوء الحظ فإن الجامعات في وطننا العربي لا تقوم بدورها المنشود في تطوير و تحسين نوعية التعليم المقدم إلى الطلبة فيها، وبمراجعة بسيطة وسريعة لكتب المساقات الجامعية في تخصص تكنولوجيا المعلومات مثلاً ستجد أن تاريخ معظم هذه الكتب يعود إلى ستة أو سبعة سنوات سابقة ولم يجري عليها أي تطوير أو تنقيح؛ فيتخرج الطالب بعلم قديم لا يواكب التطورات الحديثة في تخصصه أو مجاله.
والسيناريو الأكثر شهرة في هذه الحالة لدى الطالب الجامعي "يجب عليّ أن ألتحق بالدورة التدريبية كذا في مركز ما حتي أطور من مهاراتي "
رحلة البحث عن التدريب
أتذكر أنني قد ذهبت للتقدم لوظيفة في مكتب العمل فور تخرجي، وعند تقديمي لأوراقي الثبوتية وشهاداتي العلمية، كان قد طلب مني مسئول التوظيف تزويده بشهادات للدورات التي التحقت بها في المراكز التدريبية ، فقمت بتزويده بعدة شهادات دولية يصل سعر الشهادة الواحدة إلى 150 دولار ومعتمدة في كل أنحاء العالم، في هذه اللحظة هز الموظف رأسه بالإنكار وقال لي :"أريد شهادات من المراكز التدريبية المعتمدة لدينا"، مما اضطرني إلى اللجوء إلى تلك المراكز لتلقي بعض الدورات والكورسات فقط من أجل الشهادة المعتمدة".
تعليم أم نصب
بمجرد الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي تنهال عليك الإعلانات الممولةبعبارات رنانة مثل: سجل دورتين وخد الثالثة مجاناً، أو خصم 50% لأول 10 متقدمين، أو نمنحك شهادة معتمدة تؤهلك لوظيفة راقية، هذه الإعلانات وغيرها من الوسائل تبيع الوهم للخريجين والباحثين عن فرص العمل والذين يبحثون عن تطوير مهاراتهم لمواكبة سوق العمل، فالهدف الأكبر لهذه المراكز التدريبية هو كسب المال على حساب التحصيل والتطوير العلمي، وللأسف فإن الكثير من الشباب يقعون في هذا الفخ ويتم التغرير بهم للدخول في دوامة نصب المراكز التدريبية وتحمل تكاليف مالية كبيرة بلا جدوى.
شاركنا برأيك حول هذا الموضوع؟ وهل كانت لديك تجربة مختلفة مع المراكز التدريبية؟
التعليقات