في أحيانٍ كثيرة قد يضطر بعضنا لاختياراتٍ مخالفةٍ لرغباته الشخصية فقط من أجل تحقيق رغبةِ العائلة.

بالنسبة لي لم يكن تحقيق رغبات عائلتي أمراً مزعجاً بالنسبة لي حتى وإن خالف ذلك رغبتي في بعض الأحيان ، فغالباً ما كان يوافق رأيهم الصواب حتى وإن لم أعي ذلك في بداية الأمر ، بل على العكس كنت حريصةً طوال الوقت على العمل بنصائحهم ولم يكن هذا من قبيل عدم القدرة عن اتخاذ القرارات بنفسي بقدر ما كان حرصاً على المشورة . وفي الوقت ذاته لم تكن نصائح اسرتي او توجيهاتهم من باب " الفرض " بقدر ما هي معتمدةٌ على اسلوب النقاش والحوار والاقناع بشكلٍ كبير في اغلبها .

في المقابل من هذا كنت الاحظ الكثير من الأسر في المحيط الذي أعيش فيه يتعاملون مع أبنائهم بطريقة تميل الى الصرامة أكثر من اللين والمشاركة واعطاء المساحة للتفكير وأخذ القرارات ، وكنت أتعجب كثيراً من تمسكهم بهذا المبدأ في التربية ، ولطالما كنت على قناعةٍ بأن مثل هذا المنهج الصارم وعدم اتاحة الفرصة لاتخاذ القرارات الصائبة حيناً والخاطئة أحياناً أخرى والتعلم من الأخطاء من شأنه ان يخرج شخصياتٍ مهزوزة عاجزة عن اتخاذ القرار في الأمور المصيرية .

أرى بأنه من الواجب على الأسرة أن تتيح هذا التوازن بين اللين والمشورة والنصيحة وبين بعض الصرامة التي لا غنى عنها في تقويم الأخطاء من أجل تخرج ابناء قادرين على مواجهة تحدياتِ الحياة