أسوا ما يمكن أن يحدث، هو أن تستيقظ في الصباح، لتذهب إلى العمل، وأنت لا تريد ذلك،

ليس لأنك لم تختر مجال عملك، ولا لأن وظيفتك مملة، بل لأنك تشعر أن اختيارتك الحرة، والتي كانت بكامل إرادتك، تكبل يداك الآن وتمعنك من اتخاذ قرارت جديدة، ولا تسمح لك حتى بالاعتراض، ولو ما بينك وبين نفسك؛

إنها حالة أشبه بالخرس الداخلي، التي نفتعلها حتى لا نتذكر كل تلك التبعات والإشارات، التي تخبرنا بأننا على الطريق الخاطئ.

نحاول أن نثبت لأنفسنا أننا مخطئون، ونعاني من الدلال المفرط، وأن علينا التحمل والصبر، 

لكن الصبر لا يكون إلا مع بذل مجهود تعقبه نتيجة مستقبلية، مرجوة أو إيجابية، أما نحن الآن، فنمشي إلى الهاوية.  

ما فائدة الصبر على وضع آخره هلاك؟!

وما الداعي إلى تحمل ألم يفضي إلى الموت بدون أي سعي لطلب الدواء؟!

وإن كنا صابرين فعلى ماذا نصبر بالتحديد؟!