لطالما استغربت من قصص الانتحار التى اراها بين الحين و الآخر، و اتعجب اكثر حينما اري شخص انتحر و لديه كل ما يحتاجه المرء كى يعيش سعيد.

لكن حينما بحث بدقة و طبقا لخبرتى فى مجال علم النفس، اكتشفت أن اشد الأمور خطورة على الإنسان أن يفقد الأمل، لأنه بذلك يكتب نهايته الحتمية حتى و أن كان يتنفس بين الأحياء إلا انه بلا روح هو فقط مجرد جسد.

إن من الأمور المشتركة، التى تجمع بين معظم المصابين بالأمراض النفسية هو الأمل، فحينما يفقده الإنسان يصل لدرجة من اللامباة تجعله لا يعطى اهتمام لاحد حتى و أن كانت حياته.

فى هذه المرحلة يتساوى لدى المرء الحزن و السعادة و الحياة و الموت، لذلك لا يجد أن لحياتة قيمة فيقرر الأنتحار و التخلص من المعاناة التى لا يشعر بها احد و إن شعر بها احد أبسط ما يقدمونه له استشاره للطبيب النفسي الذى طالما كانت صورته مشوهه أمام العامة.

إن اكثر الطرق فاعلية فى عالج هذه الأمراض النفسية لا تكون بالعلاج الكيميائى و انما باعطاء المرء جرعات من الأمل تجعل شريان الروح يزداد بدماء الحياة و التفاؤل.