هل يستحق بيل غيتس وامثاله الثروة التي يمتلوكنها؟

سأحاول تفنيد قولك "لا يستحق هؤلاء ما يكسبونه" في هذا الرد. اعلم فقط أن النقاش في هذا أطول من أن يختصر في بضع كلمات وأن الاختلاف بالحكم هنا يختلف باختلاف النظريات الاجتماعية الموجودة. هذا مجرد مختصر للنقاش المضاد لما تحاول تقديمه.

• لا يمكن الاختلاف على أنهم ليسوا اذكى أو افضل البشر، لانه لا معيار عام وثابت لهذا. الذكاء أجل له معيار مختلف من مكان لآخر ومن مجال لآخر. الأفضلية لا معيار لها على الإطلاق. ولا يمكن القول أن "كل من على الأرض" يعتقد انهم افضل واذكى البشر، حتى في الميديا الاجنبية، النقد والمدح لهؤلاء متساو، إن لم يكن هناك ميلان واضح لناحية النقد.

• انجازهم هو قدرتهم على الحصول على هذه الثروة. هدف صاحب المعمل، أو الشركة، أو المجموعة التجارية التي تتضمن موظفين... أياً كان، هو الحصول على أكبر قدر من الربح، بأقل قيمة ممكنة. سواء كان هذا من ناحية الدفع لليد العاملة أو المواد الخام.

الطريقة الوحيدة للتخلص من هذا النظام هو بالتخلص من الرأسمالية بأكملها، التحول للشيوعية، وتقسيم أرباح المعامل على العمال بشكل عادل. الشيوعية لم تثبت في أي تطبيق لها انها ناجحة بهذا حتى في الدول التي تعتنقها. بينما الرأسمالية أثبتت نجاحها للمئة عام السابقة.

النقاش بين الشيوعية والرأسمالية ضخم، ولكن لنقل مؤقتاً ان تغييراً في توزيع الثروة سيتطلب تغيير النظام الاقتصادي بالكامل. لذا لا يمكنك لوم "افراد" على انظمة كاملة وجدت قبل ان يصلو للحياة حتى. ولا يمكنك لومهم أيضاً على قدرتهم للعب لعبة هذا النظام بالطريقة الصحيحة والفوز فيها.

الهدف في النظام الرأس مالي، أن تجمع أكبر قدر من الربح، بأقل تكلفة ممكنة، ولو كان هذا على حساب العمال او بالخبرة السوقية. طبعاً كله برضى العمال ودون العبث بالسوق عمداً. وهذه الشركات قامت بهذا بالطريقة الصحيحة على الاقل امام اعين القانون. مايكروسوفت وابل وغيرها تدفع للموظفين ما يرضيهم، ومن يرغب بترك العمل بسبب انخفاض المرتب، فهو حر للقيام بذلك.

• كانو اذكياء، البيئة التي وجدو فيها اوصلتهم لما هم فيه. هذه العبارة خاطئة على عدة مستويات. وصحيحة على عدة مستويات.

للتفصيل في هذا علينا تعريف العدل أولاً. اتعتقد ان الحياة ككل عادلة؟ او ان الله عادل؟ شخصيا اعتقد أن العدل الالهي لا علاقة له بعدل الحياة (اللعبة). الاله سيحاسبنا على ما عشناه، وهو أعلم بحالنا، ولكن الحياة لا تقدم للجميع الفرص ذاتها ولا تمنحهم البداية ذاتها.

ان كنت ستعترض على ثروة هؤلاء بسبب البيئة والذكاء، الذي "لا دخل لهم به" بينما فشل الكثير بسبب بدايتهم السيئة في الحياة، ذكائهم المنخفض والبيئة السيئة. فعليك الاعتراض اولا على ولادتك في منزل بدلا من الشارع، لانه ليس من عدل الحياة ان تبدأ حياة احدهم في الشوارع والاخر في المنزل.

هذه من قوانين الحياة التي لا يمكن للبشر تغييرها بهذه البساطة، وربما لا يمكن تغييرها أبداً. وبالتالي ليس من المنطقي على الإطلاق لوم شخص استغل ظروفه الصحيحة ليقوم بالتصرف الصحيح في الفترة الزمنية الصحيحة، ماذا كان عليه أن يفعل؟ يترك كل شيء وينتقل للعيش في الشارع؟ التضور جوعاً حتى الموت؟ ان كنا نبحث عن العدل في الحياة فعلينا ان نعيش كلنا في قصور في بيفرلي هيلز او التضور جميعاً جوعاً حتى الموت. ولا اعتقد ان احدا مستعد للتخلي عن "الدفعة" التي قدمتها الحياة له في البداية.

هذا لا علاقة له بعدل الخالق سبحانه، لانه مجدداً، الحساب في الاخرة يعتمد على حياة الشخص والفترة التي عاشها، على الاقل في الاسلام الامر هكذا. (يمكنك القول ان الخالق غير عادل لو كنت تؤمن بدين آخر، أو ان الحياة ليس عادلة لو كنت ملحدا، في كافة الأحوال لن يغير من حقيقة ما قلته شيئاً، لا ذنب للشخص الذي يقوم بما يناسب حياته أنه يقوم بالصواب.)

• هل انت حسود؟ لا ادري. هذا امر تعلمه بنفسك. لا اعتقد انك تدرك تماماً ما يجب ان يحصل ليحدث ما تريد ان يحدث. ولكن ربما يكون هذا الجواب طريقاً جيداً للبداية.

Bonus:

هل تعتقد أن الميراث امر غير عادل؟ واين يجب ان تذهب أموال الميراث بدلا من ذهابها للأبناء؟

الحظ ليس سوى استغلالٌ حَسنٌ للفرص، كل شخص يتوفر له فرص معينة والذكاء يكمن في التعرّف عليها و عدم إهمالها.

على الاقل هم تجار ورواد أعمال سمهم ما شئت ماذا عن الحكام والأثرياء العرب أصحاب ثروات الدماء والغش ؟!!

يوجد مثل مصري يقول " إن اعطى الوهاب لا تسأل عن الأسباب " المهم الله يبارك لك ويكون من حلال، مال غيرك مش شأنك.

ساجيبك ببساطة كبساطة سؤالك

هل يستحق بيل غيتس وامثاله الثروة التي يمتلوكنها؟

الجواب : لست انا وانت من نقرر ذلك ان كانوا يستحقونها او لا فالكل يغدوا وكل شخص له نصيبه من الدنيا من فقر او غنى سواء اشئت ام ابيت فلن يغير ذلك من الواقع

إذا كان هناك إظهار بأنهم الاذكى أو الأفضل فهاذا بالطبع مبالغة

لكن بالنسبة لكلامك

يجب ان تقسم هذه الثروات على الموضفين والعمال الذين يقضون حياتهم ووقتهم فقط من اجل جعل بيل غيتس وشاكلته يكدسون المزيد من الثروات.

لاأتفق معك تماما فيكفيك أن تسمع كلام الذكي الآخر جوبس المدير التنفيذي لشكة ابل السابق "إذا لم تعمل من اجل حلمك سيأتي أحد الأجل توظيفك من اجل حلمه" "لاأحد أصبح ثريا بالعمل من الثامنة إلى الرابعة"

هكذا تسير الامور المالك يحصل على خصة كبيرة ويستمر التدرج في الحصص بتدرج الرواتب

ولكنك تتحدث عن هؤلاء المبرمجين كما لو كانو يعيشون تحت خط الفقر، هم يقبضون رواتب سمينة ولايخر في بالهم حتى هذا السؤال وهم يركبون الرينج روفر خاصتهم XD

أيضا بالمناسبة فثروة بيل غيتس ستقسم في النهاية الأنه لن يرتكها الأولاده إلا بضعة عشرات ملايين من الدولارات

لاأعلم بالظبط كيف هي التقسيمة التي لديه ربما معظمها الجمعيات والمؤسسات الخيرية فهو أصلا الآن أنفق الكثير منها في ذالك، فإنفاقها على أناس فقراء ووضعيات صعبة أفضل من توزيعها على أصحاب سيارة رينج روفير XD

انا اعتقد انهم كانو اذكياء ولكن البيئة التي وجدو فيها هي من اوصلتهم لما هم فيه

ماذا تقصد اوصلتهم لما هم فيه ؟ فهم درسوا في الجامعات ليعملو في الشركات وحققوا حلمهم في العمل في اكبر شركة ورواتب سمينة

قد يوجد بعض الاذكياء اذكى من بيل غيتس ولكن بسبب بيئتهم او حضهم السيء لم يتمكنو من تحقيق شيء في هذه الحياة.

عندما نقول ذكاء فالذكاء أنواع فهل فإذا كان مثلا شخص في عهد بداية بيل غيتس ذكاء اكبر في البرمجة والانظمة يعني انه يجب ان يتفوق عليه لا فالذكاء أنواع ذكاء تسويقي، ذكاء استراتجي، ذكاء الدهاء...

فمثلا في بدايات بيل غيتس حقق مبالغ كبيرة من اتفاقية مع شركة ibm بتزويدهم بنظام ms-dos لحواسيبهم ف ibm كانت تصنع العتاد عكس مايكروسوفت

لكن المضحك أن بيل غيتس لم يطور هذا النظام بنفسه بل اشتراه من شخص طوره وبمبلغ قليل

إذن لديك شخص ذكي في التطوير لكن كان سيبقى نظامه مركونا في الرف ولنفترض في أقصى الحالات انه سيبيعه ل ibm سيقبض مبلغ كبير نوعا ما ويصرفه كله في الناهية

ولكن لذكاء بيل غيتس التسويقي والريادي التجاري جعله يستفيد منه فهو حتى لم يبعه ل ibm بل باع لها حق استخدامه لكل حاسوب ibm مزود به فجنى ارباحا كبيرة

لكن ايضا بالفعل كان هناك ضحايا اذكياء الإحتكار المتعمد لبيل غيتس مثل متصفح الانترنيت Netscape الذي توقف تطويره بعد أن كان هو الاكثر انتشارا بسبب المنافسة الغير شريفة لميكروسوفت واستغلالها لكونها تملك نظام التشغيل الخاص بها ويندووز التضييق على هذا المتصفح لصالح متصفحها اكسبلور

نعم بيل جيتس يستحق ثروته وكذلك الامر بالنسبة لجيف بيزوس, مارك, وجميعهم فهم على شاكلتين اما صنعوا الفرصة بايديهم ام استثمروا فيها.

لماذا : سؤال محير ولك اجابته : الناس مختلفون وهؤلاء يتمتعون بحب التحدي دعنا نقوم بتجربة :

تعرف المثل القائل" لا تعطني سمكا علمني كيف اصطاده " هذا هو بيل جيتس شخص يريد ان يتعلم كيف يصنع نفسه.

لو احضرت 100 شخص واعطيتهم راتبا بقيمة 100 دولار يوميا وتركتهم لمدة سنة ثم عدت اليهم فلن تجد حالهم واحدة فمنهم من رضي بها وجلس يستهلكها كل يوم وبقي على حاله ومنهم من اسثمرها واصبح مدخوله اكثر من 5 اضعافها.

شاهد حيك اقاربك راقبهم لمدة وشاهد نمط حياتهم فستجد من يقبض راتبا مجزيا ولكنه لا يملك منزلا وستجد من يقبض اقل منه ولكنه على الاقل اصبح يملك منزله الخاص لانه اقتصد واستثمر .

ولتعلم انه في زمن بيل جيتس نفس هذا الزمن كان هناك من هو اثرى منه ولكنه لم يفكر بما فكر فيه بيل جيتس مع انه يملك القدرة والمال.

هؤلاء هم كانوا اصحاب الفكرة والنواة الاولى لهذه الشركات, لكن لما يكثر عدد الزبائن ويزداد النظام تعقيدا مسحيل ان يقوم انسان واحد بكل شيء وبدقة. هو وفر اللبيئة و الزبائن والادارة وهم ساهموا في تطوير المنتوج. لا يوجد اي اشكال. كما ان اجور العمال في هذه الشركات عالية. والعديد من المهندسين الذي عملوا فيها استطاعوا انشاء شركاتهم الخاصة.

لا اظن انه هناك اي اشكال.

هل هم أذكياء أم أن حظهم من قادهم؟

هم في مجالاتهم أذكياء بالطبع, وخصوصاً أشخاص مثل بيل جيتس, سليمان الراجحي, وارن بافيت, موسك, غصن, وغيرهم,

أما زوكربيرج ومُنشئي تويتر وسناب تشات وأمثالهم, فجانب الحظ أكبر بكثير في حالتهم

لا يستحقون كل هذه الثروة و ان الاعلام هو الذي يضهرهم لنا كاذكى وافضل البشر

ببساطة لأن لدى الإعلام سواء العالمي او المحلي -وهو غربي التوجه- هدف واحد واضح وصريح: المال, المال, المال.

فكم حصلت على المال هذا هو مقدار نجاحك, وذكائك, وبراعتك

لولا باقي المبرمجين والعمال الذين كانو يعملون تحت ايديهم لما سمعنا بهم في حياتنا ولم نعرفهم

بالطبع, ولكن لدى كل أصحاب الأعمال عمّال, لماذا لم يؤدوا بهم إلى نفس النتيجة؟ الأمر هو أن هؤلاء سلكوا بداية طريقهم هذا -بفضل الله- ثم بالعوامل المذكورة أنفاً (ذكائهم, محاولاتهم, البيئة المساعدة, أياً يكن) المهم أنه في معظم الحالات بعد تحقيق مرحلة معينة من الإستقرار في الطريق, وبدء السير, جاء هؤلاء العمال "ليواصلوا المسير", أما بعض الحالات فكان بعض العاملين هم صاحب الفضل الحقيقي

ويُسمح لهم بتكديس هذه الثروات

ولماذا لا يُسمح لهم !؟ لنتجاوز ذلك, هل لديك حل ؟

يجب ان تقسم هذه الثروات على الموضفين والعمال

إذاً هذا حلّك ههههه, حسناً لنُعمل الخيال ونفترض أنهم مرّوا بنفس التجرِبة بالضبط, نفس الأحداث ونفس العقبات ونفس الحالات ونفس الإنجازات ولكن, ولكن: ان بيل جيتس أصبح يملك 2مليون بدل الـ70 مليار التي يملكها, هل كنت لتقول نفس الشيء ؟ او يأتيك نفس الشعور تجاههم ؟

أما بالنسبة لمن يقول: أن العمال جاوءا بإختيارهم وأنهم أحرار ووو, فأختلف معكم تماماً, وهذا الحديث يتعامل مع العمال كأنهم سلعة تريد توريدها, فأنت تبحث عن أرخص سعر (أقل تكلفة) وأفضل أداء (أعلى إنتاج), وللأسف فإن هذا هو مايطبّق على البشر, وهو أمر يجب تغييره, والتثقيف حول ذلك

هل انا حسود او مجنون لانني افكر بهذه الطريقة؟

بالطبع لا, بل يدل على أن لديك تفكير مختلف وترى الأمر من جانب آخر, واتفق معك في ذلك, فالأمر فيه شيء من عدم الصحة و اللا منطقية, فهل يعقل أن شركة مثل آبل يتراوح "صافي أرباحها" بين ال38-40 مليار دولار أن نرى صانعي هواتفها يعملون بالسخرة, وينتحرون في مقرات أعمالهم, ويصنّف كل ذلك نجاح لمؤسسيها ورؤسائها؟ أو يقال أن ذلك عدل وأن العمال أحرار !

الواجب والعادل أن يكون العائد للموظفين متناسباً مع ماتجنيه الشركة, فمصنع سيارات يربح سنوياً 10-15 مليون وهي متذبذبة, ومع أي تحّول قوي في السوق سيتجه المصنع لتسجيل الخسائر, ومع ذلك يعطي عماله 3-5 آلاف, والآخر يربح أصحابه سنوياً 2-3 مليار ونجد عماله يتقاضون 6-9 آلاف! هنا نقول لهم أنتم تجمعون مالا يحق لكم, ويجب عليكم أن تعطوا عائداً (إلّم يكن متناسباً) فعلى الأقل مقبولاً

كذلك الأمر بالنسبة لشركات البرمجة, فيفرّق بين شركة لم تكد تثبت قدميها بعد, وبين كبريات شركات وادي السيليكون,

بعد أن يحققوا ذلك, نقول لهم أجمعوا ما شئتم من الثروات والأموال وليس لأحد عليكم لسان او مأخذ (وبالطبع في حالة الإسلام فرض عليهم الزكاة وهي مبلغ لايكاد يذكر بالنسبة لهم, لكنها تحيي أقوامً غيرهم, وهذا كله من باب العدل)

ملاحظة:ان الاعلام هو الذي يضهرهم لنا

كثير من هؤلاء وخصوصاً من أرى فعلاً أنّهم على قدر من الذكاء علموا هم من تلقاء أنفسهم أنهم لن يستطيعوا صرف كافة أموالهم, ولو بذخوا ما بذخوا, وعلموا أنه من الأعدل والأفضل والأخير صرفها في مصارف الخير (أو الإنسانية, سمها ماشئت هههه) فتجدهم هم أنفسهم كبار المنفقين والموقفين على المساعدات والإعانات والإغاثات, وسيعود نفع ذلك لهم قبل غيرهم

ولكنك مع ذلك لن تجد الإعلام يتحدث عن هذا الجانب منهم, ولن يعطيه نفس الزخم والتهويل والتبجيل الحاصل مع جانب جمعهم للمال, ويا للعجب

أؤمن بأن "كل من نال شيئا في هل الحياة فهو يستحقها"

إذا أخدنا بكلامك فيجب على كل الشركات في العالم أن يتقاسمو الارادات مع العمال بالتساوي !!

القائد وصاحب الفكرة والساهر على نجاحها هو الذي يسيقط ويتأدى إن فشلت فكرته أما الموضفين فهم يتقاضون رواتبهم على عملهم فإن استمرت الشركة استمروا في العمل وإن افلست الشركة سيدهبون لشركة أخرى أما صاحب المشروع هو الذي يتحمل النتائج

لذلك فهو من سيتحق نيل ثمرات النجاح بالدرجة الاولى