ماذا فهمت من قصة موسى مع الخضر؟


التعليقات

21

1- إمكانية أن تكون معلما وتتعلم في ذات الوقت فسيدنا موسى كان يصحبه فتاه والمهمة الاولى له هو التعلم ثم مرافقته

2- ضرورة الإصرار على بلوغ الهدف وهي المقطع الذي اشتهر في قنوات التواصل الاجتماعي وهو جميل جدا بالفعل "لا أبرح حتى أبلغ"

3- التعب من أجل العلم فضيلة

4- حدوث ما لا تتوقعه قد يكون جيداً من حيث لا تدري، وعقلية "ذلك ما كنا نبغِ" في التعامل مع الأمور ممتازة بمعنى أنه ان وقع شيء سلبي (هنا نسيان الحوت مع انهم متعبون) يمكن استخراج الايجابي منه (ذلك ما كنا نبغِ)

5- "فارتدا على آثارهما قصصا" مراجعة النفس وما حدث من قبل بشكل دوريّ مفيد في التخطيط للمستقبل

6- الرحمة قيمة فوق العلم. فقد تعلم الحقّ والعدل لكن تصرفك بالرحمة أفضل وأعلى. ولذلك قدّم الرحمة على العلم.

7- العلم قيمة مهمة للرحمة. لأنك لما تعلم أكثر يمكنك أن ترحم بصورة أشمل

8- العلم يجعل بعض اعمال الرحمة تبدو سيئة لأول وهلة.

9- سيدنا موسى لما التقى العبد الصالح أول شيء طلبه العلم "هل أتبعك على أن تعلمن" وأول شيء عامله به الخضر هو الرحمة " إنك لن تستطيع معي صبرا"

10- طريقة التعلم الأفضل تكون بالحركة. العلم في أماكن مغلقة ومباني منظمة ليس مجديا كثيرا. لذلك من الجيد فعلا ان اصحاب ارسطو يسمون "المشائين" وفي قصة سيدنا موسى والخضر هناك "فانطلقا" فالتجربة العملية معلّم فعال.

11- يؤمن بعض الناس الآن أن بإمكان الشركات صنع هولوغرامات حقيقية وروبوتات لا تفرقها على البشر لكنه في ذات الوقت لا يستطيعون ان ينتبهوا الى ان الله قادر على خلق صور وهمية حقيقية لتعليم نبيه. (حل مشكلة الشرّ في قتل الغلام)

12- الانكار عندما يحدث ما ينافي المعقول واجب وهذا ما فعله سيدنا موسى عليه السلام.

13- "قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا" – إن كنت تجيد شيئا فلا تفعله مجانا. فالمال خير ورحمة. لاحظ "ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك" ومساهمة سيدنا الخضر في حفظ العمود الفقري المالي للمساكين البحارة، وتنبيه سيدنا موسى لأن كل عمل لا بد له من أجر مادي...الخ

14- قيمة الرحمة تتكرر منذ البداية وحتى النهاية في القصة (آتيناه رحمة من عندنا-خيرا منه زكاة وأقرب رحما-ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك)

15- الأخلاق لا تحكم على الله. الله يحكم على كل شيء بما فيها الأخلاق. وبهذا المعنى لا يوجد إطار أخلاقي يحكم الله. إن الله بهذا المعنى فوق "أي قيمة أخلاقية". إن هذا التصريح مرعب لأي إنسان بالفعل إلا أن الأنبياء الصادقين أخبرونا أن الله غير مجبر إلا أنه حرّم الظلم على نفسه. وأنه "على العرش استوى" بصفته الرحمانية. لكن بشكل عام هو في الحقيقة حتى 'عدم الظلم' لا يحكم على الله كقيمة أخلاقية لماذا. لأن الله سيعرض دوما على من يحاسبهم العدل أو الرحمة والفضل وسيختار البشر دوما الفضل والرحمة على العدل لأنه "من نوقش الحساب هلك" بالفعل، ونقاش الحساب هو عين العدل. ونظرا لان اي عاقل سيختار فضل الله ورحمته على عدله ثبت أن العدل نفسه كقيمة أخلاقية لا تحكم على الله. من هنا ندرك أن الله لما ألزم نفسه بعدم الظلم هو فعل تطميني للبشر في "حركة رحمانية" منه. فانظر كيف طمأننا لاننا نخاف وهنا يثبت أكثر معنى قوله "الرحمن على العرش استوى".، "وهذا ما وعد الرحمنوصدق المرسلون".

استطراد: المدافعون عن الغلام والذين يرون في قتله تجسيدا للوحشية، (ظاهرا هو كذلك وكما قلنا الانكار واجب لو حصل أمامنا وهذا ما علمنا إياه سيدنا موسى لأن الناس تعتقد أن المعلم هنا سيدنا الخضر هو بالنسبة لموسى نعم لكن بالنسبة لنا كمتلقين مؤمنين كلاهما معلّم لنا بما فيهم الغلام) لم يركزوا على قيمة الرحمة المتكررة في القصة وقد يقولون نحن لا نؤمن بالرحمة حتى نرى تطبيقاتها وليس كلاما فحسب، هذا صحيح لكن بمبادئ يجب ان نتفق عليها. فالقرآن يكرر موضوعات مهمة جدا من بينها الإيمان باليوم الآخر.

في عالم لا وجود للآخرة فيه قتل الغلام يعني إفنائه ومن ثم فهو فعل لا يمكن تبريره. لكن في عالم هناك فيه انتقال فحسب من ضفة إلى أخرى فهذا الفعل مبرر منطقيا.

الفناء – أي الاضمحلال الكليّ لكيان ما بعد وجوده- لا يفعله الله تعالى لأنه شرّ محض، وهذا علمنا بما هو الشرّ المحض أما النقل من عالم لآخر فتلك مشيئته لقد حدد الله أن القتل اي نقل الناس من هذا العالم للعالم الآخر محرّم تحريما مغلظا ولا يتم إلا باسمه. ولا ضابط أخلاقي آخر له. يعني القتل سيء ليس لأن الحياة الانسانية عزيزة فحسب. فهي عزيزة عند الله ومكرمة لدرجة أن كل من يخلقه لا يفنيه أبداً فهو خالد فقد منحنا قيمة الخلود مذ دخلنا لدائرة الوجود. أما النقل بين عالمين فشرطه هو أن يكون بأمر إلهي لذلك سيدنا الخضر غير ملوم لأنه صرّح بانه لم يكن عن أمره وقد صدقه سيدنا موسى وحكى الله في القرآن ذلك فنحن حتى لا نصدقه لأنه شهادته هو فحسب بل لأنها شهادة إلهية.

لا تبرز مشكلة الأخلاق هنا فحسب بل تبرز أيضا في قصة سيدنا إبراهيم وابنه الذي أمره الله بذبحه وأفضل من فسرها في العصر الحديث الفيلسوف سورين كيكغارد فراجعه.

إن لم تقنعك تأويلات الخضر فهذا مفهوم لأنه قد تقول "لا تزال أفعاله غير مبررة" لكن لفهم تأويله يجب ان ننظر لها من كوّة النبوة فسيدنا موسى المعروف بـ اعتراضاته السابقة –وهي خاصية نبوية فيه لا ينبغي ان تقول أنها متاحة لكل البشر فلديه أسرار بينه وبين الله – منها سؤاله لآدم وحكم النبي على المناظرة بفوز آدم (البخاري) ومنها طلبه للرؤية ونسبه الفتنة لله تعالى...الخ

عدم اقتناعك بالمبررات التي ذكرها سيدنا الخضر وسماها "تأويلا"، هو من ضمن مغزى القصة فكما قلنا في احدى النقاط ان التعليم لا يتم بالتلقين بل بالحركة والتجريب العملي فما لم تتحرك وترى فلن تعرف الحكمة لان الحكمة تأتي بالتجارب العملية وليس التلقين ومن مرت عليه ما يكفي من تجارب البشر فسيعلم يقينا ان ما يبدو شرا في وقت هو في الآجل خير ورحمة. والرحمة إذاً هي القيمة العليا وهي تشمل كل شيء.

وفي النهاية هذا قبس بسيط فقط مما استخرجته من الآية والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

استطراد: المدافعون عن الغلام والذين يرون في قتله تجسيدا للوحشية، (ظاهرا هو كذلك وكما قلنا الانكار واجب لو حصل أمامنا وهذا ما علمنا إياه سيدنا موسى لأن الناس تعتقد أن المعلم هنا سيدنا الخضر هو بالنسبة لموسى نعم لكن بالنسبة لنا كمتلقين مؤمنين كلاهما معلّم لنا بما فيهم الغلام)

مثل هذه الحجج دائماً تصطدم بالإدّعاء القائل بأنّ الإله قادر على كلّ شيء، كلّ شيء بما فيه إيصال أفكاره و تلقينه إيّانا الدروس بدون ذبح طفل صغير، القول بأنّ ذاك الطفل هو جزء من العمليّة التعيلميّة لا يغيّر في وحشيّة الموقف فالإله - وفق إدعائكم - قادر تماماً على تلقين البشريّة دروساً عظيمةً بدون ذبح طفل لا ذنب له.

و من ثمّ، كيف ستقصّ القصّة على أطفالك؟ خصوصاً إن دخلت في التفاصيل التي تشي أنّ الموقف كان ساديّاً بما كل ما تعنيه الكلمة

فأخذ الخضر برأسه فأضجعه، فذبحه بالسكين، فاقتلعه بيده

رواية أخرى: فأخذ غلامًا كافرًا ظريفًا، فأضجعه فذبحه بالسكين

هل ستكون سعيداً بشرح هذه التفاصيل لطفل على سبيل المثال؟ النفس البشريّة ليست مادة تعليميّة و ما حدث جريمة واضحة خصوصاً أنّ الذات التي أخرجت هذا المشهد كانت تستطيع إيصال أفكارها و دروسها بطرق أسلم و بلا دماء.

الله (تعالى عمّا يصفون) كان، حسب مفهومك، سيقتل الطفل لربما بعد عشرة سنوات، أو كان سيقتله بعد دقيقتين بحادِثٍ ما، فَلِمَ قتله بفاعل مرئِي سبّب لك هذه المشكلة الكبيرة؟ عندما تُؤمِن بأنَّ الموت مُجرَّد انتقال لن يكون لموقفك العاطفي هذا معنى (الذي أتمنى أن يكون جاء من عصارة اطّلاعك، لا مِن تكرير الأفكار المُعولمة والهراء المنشور على الشابكة).

موت الإنسان لحادث ما لنقل حادث سيّارة غير مُتعمد من قبل السائق أو الموت المُفاجئ شيء و موت الطفل طريح الأرض رأسه بيد الخضر شيء آخر تماماً.

لا يمكن المساواة بين القتل العمد و حوادث الموت الأخرى و بما أنّك قُلت "حسب مفهومي" فعليك أن تعلم أنّ الموت المُتعود عليه بالنسبة لي ما هو إلى عملية انتهاء صلاحيّة أجزاء مهمّة من الجسم لأسباب عدّة، لا يمكن وضع هذا الشيء على ميزان واحد مع أن تأتي طفلاً، تخضعه بالأرض، ثمّ تقتلع رأسه، لماذا؟ كي تعلّم البشريّة درساً، و الطفل ما ذنبه؟ خُلق ليكون مادة تعليميّة، لا أعلم سطراً واحداً يمكن ترديده و الإيمان به و خسارة كلّ إنسانيّتك كالذي ذكرتُه للتوّ أنا.

سمعتُ القصّة عندما كُنتُ صغيرًا، وشاهدها أخي عندما كان كذلك، ورفاقي وغيرهم، ولم نَمُت خوفًا كما تزعم. لأنّنا تعلّمنا شيئًا مُهمًّا قبل سماعها،

استمراؤك للقصّة و الحادثة هو ضرر كافٍ، أنا لم أكن أفضل منك بالطبع، قبلت بالقصّة عندما سمعتها كما قبلت بإغراق البشريّة جمعاء في قصّة نوح، أو أخذ البشر بصيحة و هذا هو بالفعل ما قصدته بالضرر الواقع على الطفل جرّاء هكذا قصص، أن تخبربه بها و أنّها صادرة عن الكيان الأكثر رحمة و عدلة و حكمة في الكون فيتقبلها كونك صادرت على المطلوب و جعلت من ذاك الكيان الأكثر حكمة و رحمة و عدل مُسبقاً.

وهو أنّنا لا يُمكننا الاعتراف بوجود إله (وهو ما ستفعله منطقيًّا قبل نَقده) ثُمَّ اعتبار أنفسنا (التي خلقها ذلك الإله، وخلق عمليًّا هذا المعيار الذي ابتدعناه) بسذاجة معيارًا لما هو أخلاقي وليس أخلاقي.

كما ذكرت، اعتباره إلهاً كلّي الرحمة، القدرة و المعرفة ثم الإخبار بالقصّة هو الـ child abuse الذي قصدته (ناهيك عن أنّ تلقين الطفل لدين ما هو شيء سيّء من المقام الأول)، ماذا لو أخبرنا الطفل بأنّ رجلاً ما أمسك طفلاً طرحه في الأرض ثم اقتلع رأسه (نعم أنا أركز على نقطة الـ Graphic أكثر من غيرها) ماذا لو أريتَ طفلك هذا المشهد عن طريق الفيديو؟ هل سيعتقد أنّ الفاعل كان كياناً جيّداً؟ أنت بإخباره بأنّ مخرج هذا المشهد هو الكيان الكامل قتلت تفكيره النقديّ للقصة تماماً.

ما أحب أن أخرج به من هذه المناقشة:

  • الله القادر على كلّ شيء و كامل الرحمة قادر على إخراج مشهد أقل دمويّة و أكثر إفادة، كيف؟ هو القادر على كلّ شيء، هو يعلم.

  • إخبار أطفالك بهكذا قصص مع التأكيد على أنّ الفاعل على حقّ دائماً هي الإساءة و ليس بالضرورة أحلام مُخيفة مع أنّها ممكنة الحدوث.

تحياتي.

لا، شيء واحد عمليًّا تمامًا بالنسبة للفكرة الإسلاميَّة (الموت لا تختلف نتيجته)، أنت فقط تبني رجل قش بناءً على فكرة عاطفيَّة.

و هل أنا مُلزم بالفكرة الإسلاميّة؟ نعم بافتراضي أنّ القصّة حصلت فأنا أفترض أنّ الله موجوداً وفق المواصفات الإسلاميّة، انظر إلى صفات هذا الإله فأراه كامل العدل، كامل الرحمة، كامل القدرة ثم أراه و قد أعطاني عقلاً لأفكّر فيه و أرى التناقض الحاصل بين كليّة قدرته و عدم قدرته عن إيصال ما يريد إيصاله بدون ذاك اللون الأحمر القبيح، ملكيّة الله لروح ذاك الطفل لا تعني أنّ ذبح الطفل أصبح فجأةً فعلاً مقبولاً و مستساغاً في ضوء كليّة رحمته و قدرته عدله.

و لا أعلم كيف لمقتل طفل أن يكون مجرّد فكرة عاطفيّة، هناك مشكلة ما لا أعلم.

ما هي "الإنسانيَّة"؟ لماذا تضَع نفسك معيارًا أخلاقيًّا بالرغم من أنَّك تفترض معيارًا أسمى منك أصلًا؟

الإنسانيّة بالنسبة لي أنا كما أنا، هي تقديم روح الطفل على كلّ شيء في هذا الكون، كلّ شيْ، حتى تلك الدروس العظيمة.

الإنسانيّة في ضوء نقدي لفعل قتل الطفل و تسليمي بوجود الإله، هي محاولة تجنب القتل و الدم قدر الإمكان، ألا يقول الله ذلك؟، هل الإنسانيّة في ضوء المعايير الأخلاقيّة للإسلام تقتضي اقتلاع رأس طفل؟ إذا كنت تقصد أنّه وفق الإسلام الله لا يُسأل عما يفعل فأنا أعيد الإشارة إلى التناقض الحاصل بين صفات الله و أفعاله كما ذكرت فالحادثة ليست سيّئة بالنسبة لي من جهة دمويّتها بل و من جهة تعارضها مع الصفات المُعطاة لله.

أنتَ نفسك تفترض هذا، لا يمكنك نَقد ما هو غير موجود (عليك فرض وجوده بطريقة أو بأخرى).

بالنسبة لي و للطفل المُخبر بالقصة فوفق سياق القصّة، الشخص الذي قتل الطفل موجود، يجب نقده بالطبع و يجب على الطفل أن يحظى بفرصة الصراخ "ما هذا" قبل أن تخبره بأنّ الفاعل هو الأرحم الأعدل الأقدر و أنّ عليه أن يسلّم بالقصة من ألفها ليائها.

عندها سيكون قاتل مُجرَّم من القوانين الدنيويَّة والسماويَّة. أنت تُشبِّه فعل تمَّ بأمر الله (وأكرّر الله حسب منطقك الغريب يرسل ملك الموت لقتل عشرات البشر يوميًّا) بفعل أجراه إنسان لمكاسِب شخصيَّة. هذه مغالطة "تشابه زائِف" ومازلت تبني رجل قش.

الله هنا لم يأمر بقتل الطفل و حسب بل جعلها تتم بطريقة تنم عن ساديّة عجيبة غريبة، ألم يكن لدرس قتل الطفل من أجل مصلحة أكبر أن يتم بدون أن تقتلع رأس الطفل؟ هو لم يختر فقط القتل كمادة تعليميّة و إنّما اختار عمليّة القتل بطريقة سيّئة جدّاً و لا أعلم هذا الدرس العجيب الغريب ما هو و هل يستحق روح طفل من أجله، نحن لم نكتشف البنسلين بفضل هذا الدرس على كلّ حال.

شكرًا بالمناسبة على تنميق كلامك بكلمات أعجميَّة. هذا جعل حجتك أكثر منطقيَّةً ولمعانًا.

على الرحب، شكراً على المديح مع أنّك كشفت سرّي هكذا :).

شِئتَ أم أبيت ستُلقِّن أولادك مُعتقداتك (لربما بطريقة غير مباشرة)، لذا لا تستخدم شيء واهي لا علاقة له بالموضوع كهذا.

نعم هي خارج الموضوع، و لا لن ألقنّ أطفالي اللادينيّة أو أيّ شيء، سألقنهم قانون البلد الذي يعيشون فيه و حينما يكبرون سيكون الموضوع الدينيّ من شأنهم.

كان سيقتل ذلك الطفل لاحقًا حسب منطقك. ما المشكلة في أنَّه قتله بتلك اللحظة؟

المشكلة هي ساديّة المشهد، استعمال الطفل كمادة تعليميّة، و فوق كل ذلك قدرة الله على الوصول لمبتغاه بدون سفك الدم، المشكلة هي تناقض المشهد مع صفات الله عامّة بالنسبة لي كمسلم مُتفرَض، هل الهدف كان ذبح الطفل أم تلقين البشر درساً ما؟.

هناك فرق كبير جدّاً - سأتحدث من منظور ديني - بين أخذ الروح عن طريق ملك الموت و بين موت الطفل ذبيحاً، الإنسان لا يشعر بنفس كميّة الأسى تجاه الطفل الذي مات موت الفجأة و الذي ذبحه شخصٌ ما، هذه فكرتي بأبسط formula (نعم نفس الطريقة.)

أنت تفترض وجود إله، ثُمَّ تفرض نفسك كمعيار أخلاقي عليه. لماذا تعتبر نفسك معيارًا أسمى؟ (منطقي 100%).

نعم منطقي 100% و لعلّه من الواجب دائماً السؤال عن سبب انتهاء معايير الإله الأخلاقيّة بالدول و الأمم بحال كحال السعوديّة و إيران و أفغانستان و أوروبا خلال عصور الظلام و انتهاء معايير البشر الحاليّة الأخلاقيّة - الأسمى - بالدول بحال كحال السويد و هولندا و ألمانيا و النرويج (و التي تستقبل مخلّفات و نواتج صراع ديني لاهوتي كما تعرف و هو واجب إنسانيّ لا منّة فيه ).

أنت تبني رجل قش حول فكرة "القتل" هنا، متناسيًّا أنَّ الله (إله اﻹسلام الذي تقبل به لنقده) فعليًّا، حسب منطقك، يقتل يوميًّا عشرات البشر بطريقة غير مرئيَّة. أنت تعتبر أنَّ أخذ الله لحياة أعطاها جريمة (كذلك منطقي 100%).

للمرة الرابعة، أخذ الإله لروح ما بالطريقة التقليدية (إرسال ملك الموت) مُختلف تماماً عن ذبحه الطفل، لماذا؟ المشهد ذاته و العذاب، أيضاً عندما يموت البشر كلّهم بنفس الطريقة ثم يموت واحد منهم بطريقة أبشع من تلك التي يموت بها النسبة الأعظم فهذا خطأ و قابل للنقد و تصرّف غير عادل.

مُجرَّد افتراضك لإله خلقك يعني افتراضك لمحدوديَّة فكرك مقارنةً معه، وافتراضك لوحدانيَّة معيار الله الأخلاقي. يُمكنني إنهاء الأمر ببساطة بقول: "هو أراد ذلك، وهو كُلِّي العلم" وسيكون هذا الجواب أكثر من منطقي بحكم أنَّك تفترض وجود هذا الإله أصلًا، ولكنّي سأتجاهل غياب المنطق هنا وسأكمل معك الهراء العاطفي.

افتراض أنّه كلّي العلم كلّي الرحمة كلّي كلّ شيء يُلزمه بدروس أفضل، دم أقلّ لكن جملة "هو أراد، ذلك، هو كلّي العلم" تشرح كيف يتحول الإنسان إلى آلة تهزّ رأسها لكلّ ما يُقال.

و بالنسبة للهراء العاطفي، فاستطيع تماماً إخبارك ما هو الهراء بنفس الطريقة العداونيّة التي تحاول الإيحاء بها لكن لست مهتماً بالدخول بهكذا مهاترات.

أنا قلت عاطفيَّة، وردّدت أكثر من مرَّة أنَّك تبني رجل قَش لأنَّك تُركِز على نقطة في القصة هذا أولًا، ولأنَّك تختلق معيار أخلاقي مُتناسيًا معيارًا أسمى افترضته أنت. كلامك في معظمه يُناشِد القلب لا عقل، وحججك تعاطفيَّة هرائيَّة (كمثل "لِمَ الله جعل الخضر يضربُ رقبة الغلام بالسكين وينزعها نزعًا؟") للتأثير على العقل.

ذكرت أكثر من مرّة أنّ المشكلة في التناقض بين صفات الله و فعله هذا و أيضاً هناك مشكلة عاطفية، هناك طفل قُتل، هذه ليست مثاليّة و الطفل ليس حشرة لكي تغض الطرف عن مقتله.

و كيف لك أن تخاطب العقل و كلّ ما تفعله هو التسليم و هز الرأس " هو كلّي العلم، هو فعل ذلك" كلما تفعله هنا هو القبول و التسلم، آلية العقل النقدية غائبة في هذا التصرّف.

هذا لا يُجاوِب على السؤال. قتل الله لطفل بواسطة "ملك الموت" أو "لرسول بسكين" لا فرق بينهما. أنت فقط تستخدم ما تُسميه "سادية المشهد" كُغراب لرجل القش الذي تبنيه. هل لو غَرِق الطفل بحمم بركانيَّة سيكون الله سادي بنظرك؟

بالطبع الزلازل و البراكين كلّها طرائق قتل ساديّة من إله يريد إجراء حكمة ما أو فعل ما يريد أن يفعله عبر دهس الأطفال و البشر أو حرقهم أو إغراقهم، هذا ما يُسمى معضلة الشر و قصة الخضر و موسى هذه ما هي إلّا تجلِِ لهذه الساديّة بالإضافة للتناقض الحاصل باكتمال الرحمة و اكتمال القدرة و مع ذلك فعل هذه الأفعال.

رأيك أصلًا غير مُهم أمام افتراضك لوجود إله كامل العلم. ما هي "السادية"؟ هل على الله الرجوع إلى معيار أنت تُحدّده؟ جَرِّد فكرتك من الأطفال المذعورين ومن كل شيء ستراها بلا معنى ولا أعلم حقيقةً ما الذي تريد الوصول إليه.

لماذا رأيي غير مُهم، هل بالفعل هذا ما تفعله كمؤمن؟ أنا أرى التناقض و أُشير إليه، أرى عدم الرحمة و أشير إليه، الذي أريد الوصول إليه أنّ القصّة - إن حدثت- لا يجب أن تؤخذ على أنّها قصّة تنم عن حكمة أو يجب أن تمرّ مرور الكرام - و طبعاً هذا رأيي فقط - استمراؤك لها و أنت صغير بفعل الإساءة التي تعرّضت لها بتلقينك الدين جعلتك تدافع عنها و أنت كبير، و هذا ما يحصل لملايين الأطفال حول العالم.

إذًا على الله التفكير بأسى الناس على الطفل؟

لمُ لا؟

الله بلَّغ الناس بأنَّ الموت عليهم حق، وأنَّه قابِض الأرواح، وأنَّ الموت ليس فناء وإنّما حياة أبديّة جديدة. هناك من قَد يموت لأنَّ طفله مات بسكتة قلبيَّة مثلًا، هل عندها الله مُجرِم؟ لا، بل العبد لم يكن مؤمنًا إيمانًا كافيًا. مُجدّدًا أنت ترفع مكانتك كمُشرِّع للمعايير الأخلاقيَّة.

أنت مجدداً تتجاوز أنّني لا أريد الدخول بنقاش "هل الموت شر مجاني واجب الوجود ام لا" أنا فقط أعتراض على الطريقة هنا و أنت تشير لهذا الاعتراض على أنّه رجل قش أو فكرة عاطفيّة و حسب.

إذًا السعوديّة ليس بدولة متطوِّرة لأنَّها لا تسمَح للناس بشرب الخمر وممارسة الجنس بلا زواج؟

بالضبط، أيضاً السعوديّة تفتعل مشاكل لأناس تعرفهم جيّداً ثم لا تستقبل لاجئيهم و تتركهم يغرقون في البحر أو يصلوا إلى دول الكفر و الإلحاد.

بك لعصور للخلف وأقول لك أنَّ الإسلام فكرة صحيحة لأنَّه طوَّر بلاد المُسلمين في تلك الفترة في حين كانت أوروبا تعاني الويلات. كل هذا بفرض أنَّ هناك دولة إسلاميَّة (حق الإسلام) اليوم

لا يا عزيزي، الإسلام لم يطور شيئاً، لو كان الإسلام صانع حضارة لصنعها في مكة و المدينة، و هذه لم تكن أرض حضارة يوماً ما، بل كلّ منتوجاتها إما إرهاب أو إرهاب.

العراق و الشام و خراسان كانوا أهل حضارة قبل أن يحتلّهم المسلمون و يسبوا النساء و يقتلوا رجالهم ، معظم العلماء الذين تتباهى بهم، لوحقوا و كُفرّوا كابن سينا و الرازي، هذا لا يعني أنّ شخصيّات عظيمة كالشافعي لم تظهر ، أنّ رجلاً كابن تيمية كانت لديه أفكاراً فلسفيّة مثيرة للاهتمام لم يظهر لكن أن تقول بأنّ الإسلام هو من أسس لتلك الحضارات فهذه مغالطة فهذه الدول كانت تحتوي على حضاارات من قبل أن يحتلّهم المسلمون.

و بالنسبة لأوروبا فأنا أشرت لها بالاسم كي لا تعتريك حالة الـ whataboutism تلك، نعم كانت تعيش حالة التخلّف في تلك العصور.

لا، هذا لا يجعله مختلف. في كلا الأمرين الطفل مات، وفي كلا الأمرين الله أمر بقتله، الفرق الوحيد أنَّك شهدت قتله مرئيًّا في حالة وفي أخرى لا. ومُجدّدًا أنت تضع نفسك كمعيار لقول ما هو العادل وغير العادل في حين أنَّك تفترض وجود إله كُليّ الرحمة والعلم.

كيف لا يجعله مختلف؟ الموت بالذبح مختلف عن الموت كسائر البشر، أعتقدت أنّ هذا بديهيّ.

لكي لا يضيع يومي كاملًا على إخبارك أنَّه لا يُمكنك افتراض إله كُليّ العلم ثُمَّ التشكيك بعلمه

أنا لم أوجه أيّّ مسدس لرأسك على كل حال.

ما الذي تُريده من هذا النقاش؟

عدم النظر إلى القصّة كقصّة جيّدة، أو على الأقل تحريك فكرة سائدة في الوسط المسيحي "دعونا نقل أنّ القصة مجازيّة تماماً و الله أوصلها للبشر آنذاك بالطريقة التي يفهمونها هم".

سأكون في منتهى السعادة لو بدأت أمتنا تعتنق هذه الفكرة بدل من التهليل لإغراق البشر أو قتل الأطفال.

برهنة عدم وجود الإله الإسلامي فقط (وهذا لا يكون بنقد أخلاقه).

أشرت للتو عن معضلة الشر التي تصطدم بالإله الإبراهيمي لكن لست بصدد ذلك، هذا شيء لا يعنيني، فلتعبد البشر ما شاءت أن تعبده.

لا يا عزيزي، الإسلام لم يطور شيئاً، لو كان الإسلام صانع حضارة لصنعها في مكة و المدينة، و هذه لم تكن أرض حضارة يوماً ما، بل كلّ منتوجاتها إما إرهاب أو إرهاب.

عرّف لنا الحضارة من فضلك لأنّه يبدو أنّ لديك تعريفًا فريدًا يختلف معك فيه جميع البشر تقريبًا. ابتعد عن الكلام العاطفيّ والإنشائيّ ووضّح بالأدلة والمعايير.

نعم منطقي 100% و لعلّه من الواجب دائماً السؤال عن سبب انتهاء معايير الإله الأخلاقيّة بالدول و الأمم بحال كحال السعوديّة و إيران و أفغانستان و أوروبا خلال عصور الظلام و انتهاء معايير البشر الحاليّة الأخلاقيّة - الأسمى - بالدول بحال كحال السويد و هولندا و ألمانيا و النرويج (و التي تستقبل مخلّفات و نواتج صراع ديني لاهوتي كما تعرف و هو واجب إنسانيّ لا منّة فيه ).

هل تعتقد أن الإله يأمر بالفساد وسرقة ثروات الأرض وتوزيعها على المتنفذين والبطش بعامة الناس ؟

إن كان كذلك فبشار الأسد هو لاهوتي متدين متعصب قتل السوريين وشردهم لأسباب دينية ولاهوتية.

هل تعلم من المتسبب في أزمة اللاجئين الهاربين من العراق ؟ (عمك سام المتحضر الخلوق الذي انتهت به أخلاقه إلى تطوره وسياسيون علمانيون لا يقيمون للدين وزنًا).

أسباب الحضارة أخذ بها المسلمون يومًا فنهضت حضارتهم حتى أصبحت مدنهم أكبر المراكز الحضارية على الكوكب وكانوا أكثر تدينًا من مسلمي اليوم ثم عم فيهم الفساد واحتلهم الاوروبيون المتحضرون الخلوقون الكيوت وقسموا بلادهم وزرعوا الفتن بينهم.

اكمل السطر التالي من كلام يونس وستجد جوابًا.

احترام المعلم والإنصات

فالخضر قال لموسى ألا يعلق على مايفعله حتى يحدث له ذكرا منه

أنه بعض الأشياء تكون لها توقعات مختلفة فأحسن الظن

إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا .

لا تناقش من هو أعلم منك

ان مع كل امر من أوامر الله حكمة قد تكون ظاهره تفهمها وتسلم بها وقد تكون غايبه عن اذهاننا وصعب فهمها، عندها تذكر ان الغيب لا يعلمه إلا الله، فقط احسن الظن بالله وتأكد ان هناك حكمة، والحمدلله عالم الغيب والشهادة

أن كل شيء يحصل لسبب سواء عرفته أم لم تعرفه و من الأفضل أن لا تعرفه .. و أن الحياة المادية ليست سوى وهم كبير و كل ما يجري بها هباء مهما عظم الفعل .. و أن تدخل الخضر في مصائر الخلق دليل أن كل شيء مخطط له من البداية و ليس فعلا ارتجاليا منه بل كان لا بد أن يقع فوقع بهذه الطريقة

أعتذر عن رفعى لموضوع قديم (من 9 أشهر), ولكن سؤالى هو ....

ما الذى كان سيحدث لو أطاع موسى الخضر حتى أعلمه بالسر وراء كل ما حدث؟

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا .

والله أعلم

-2

بصراحة ولا شي

-1

هذا لأنك لا تريد ان تفهم

-3

إذا علمت أن طفلاً ما سيُتعب أهله في المستقبل أو أنّه سيتحول لكافر فمن حسن التدبير أن تفعل كما فعل الخضر

ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان ، وفي رواية:  حتى إذا لقيا غلمانًا يلعبون، فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتله  وفي رواية:  فأخذ الخضر برأسه فأضجعه، فذبحه بالسكين، فاقتلعه بيده (sounds familiar) فقتله  ، وفي رواية:  فأخذ غلامًا كافرًا ظريفًا، فأضجعه فذبحه بالسكين (this too)

-5

ممم شريعة الخضر مختلفة عن شريعتنا لذلك قتله للطفل لم يعد جريمة

makes sense

هل قرأت الموضوع كاملًا واراء جميع العلماء في الموضوع ام فقط أول سطرين؟

بالمناسبة اقحامك للكلمات الانجليزية مزعج وخاصة لديها بدائل مستخدمه في اللغة العربية.

-2

بالمناسبة اقحامك للكلمات الانجليزية مزعج وخاصة لديها بدائل مستخدمه في اللغة العربية.

لا يوجد قانون يلزمك بلغة ما في حسوب و أنا أكتب بواسطة كيبوردي، أصابعي، لابتوبي أستطيع الكتابة باللغة التي أرغب هذا شأني ليس شأنك.

-6

لا تستخدم عقلك اتبع استادك و اصمت

{ حتّى أحدث لك منه ذكرًا}

التعليم لا يتم بالتلقين بل بالحركة والتجريب العملي


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.8 ألف متابع