ترصد الدراسات الحديثة العامل الروحي لصوم رمضان في منع زيادة معدل الحوادث، بالرغم من الجوع والعطش اللذين قد يشعر بها المسلم أثناء الصوم...

  • أجريت دراسة عامة ترصد هل صوم رمضان مرتبط بزيادة معدل الحوادث أم لا؟ حيث قام العلماء بجمع عدد الحوادث، ثم رصد ما حدث منها برمضان ومقارنته بباقي الشهور.

خلصت تلك الدراسة إلى أنَّ معدل الحوادث لا يزيد بسبب الجانب الروحي، نافية بذلك الدراسات القديمة في التسعينات والتي كانت ترجح زيادة معدلها في رمضان، بل بينت أنَّ معدل الحوادث قل في رمضان.

وقال العلماء أن (الجانب الروحي في رمضان والذي ينتج من فعل الطاعات مثل الصوم وكثرة الصلاة) يتغلب على الجانب النفسي من تغير المزاج الذي قد ينتج عن جوع وعطش الإنسان أثناء صومه.

فالصوم يعتبر مدرسة كبيرة :)

  • و قد رجحت دراسة أخرى أن الصوم لا يرتبط بمعدل زيادة الحوادث في رمضان بسبب الصوم نفسه، لكن بسبب الازدحام في بعض المناطق الذي يحدث قبيل الإفطار أو التراويح، حيث تكون نسبة كبيرة منها في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أنَّ النسبة أكبر تكون حوادث المشاة غير الراكبين سيارات.

لكن المعدل الإجمالي لحدوث الحوادث في رمضان لا يزيد؛ أي أنَّ الأمر مرتبط بعادات اجتماعية لا نتاج الصوم، فمعدل الحوادث لم يزد إنما تغير وقته في رمضان نتيجةَ الزحام، وتغيرت نوعية الحوادث مقارنة بباقي الشهور لكن معدلها الإجمالي لا يزيد نتاج الصوم.

  • ثم أجريت دراسة أخرى في كازاخستان نفت وجود زيادة في معدل الحوادث في رمضان عند كبار السن، وقالت أنَّ هذا يتعارض مع الدراسات السابقة التي كانت ترجح زيادة المعدل في بعض دول العرب وبعض دول أوروبا، وقالت أنَّ الأمر جدلي وهناك تعارض بين الدراسات السابقة .. ونفت تلك الدراسة أي ارتباط بين صوم رمضان ومعدل الحوادث.

فتكون النتائج مرتبطةً بمدى تدين المجتمع والعادات المجتمعية وتمسكه بضبط النفس أثناء الصوم، إذ أنَّ النتائج متعارضة فلا يمكن تعمميها.

  • ثم أتت دراسة أخرى في تركيا تثبت الجانب الروحي، وترجح نقص معدلات الانتحار في رمضان نتيجة رفع الدين للصحة النفسية بالرغم من الجوع والعطش أثناء الصوم.

وهذا من روائع ما أمرنا به الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالتغلب على الجانب النفسي الذي قد ينتج نتيجة الجوع والعطش مربيًا الإنسان على ضبط النفس حتى في أغلب الظروف (إن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ).

جميع المصادر باترتيب: